وما كادت أن تكمل كلماتها فإذا بشخص اقترب منها ،
الرقيب هيشول : يبدو أنك لم تسمع تحذير صديقك لك ….كما يبدو أيضا أنك لم تكن تستمع إلى ما أقوول
داي هو : بتوتر أجل….لا …..أقصد…أنني كنت أستمع إلى ما تقول
الرقيب هيشول : وماذا كنت أقول ؟ …هل يمكنك أن تخبرني ؟
داي هو : أأأأأأأأأأأأأأأ…كنت تتحدث عن……عن…الحرب …لا أقصد …. الأسلحة والبنادق ….ربما كنت تتحدث عن الطعام الذي سيقدموه لنا صحيح ؟
تعالت الضحكات بين الجنود ، لكن سرعان ما صمت الكل ، بعد أن لاحظوا تغير ملامح الرقيب إلى الغضب الرقيب هيشول : يبدو أنك حقا لم تكن تستمع إلى حديثي ، حسنًا.. أنت معاقب …لن تأكل الطعام لمدة يوم كامل ،كما أنك ستبيت الليلة في الخارج ، وهذا أبسط عقاب لكَ لكي تستمع لما أقول في المرة المقبلة ،
ثم التفت إلى الجنودأي شخص سيحاول مساعدة هذا الغبي سيكون مصيره مثله ، هل هذا مفهوم
الجنود : نعم سيدي
هي يونغ : (مممم ماذا سأفعل ، هل أتبع شانغ هو الآن …ولكن ماذا سأقول له …لا …لا يمكنني أن أخبره ..أنني تنكرت لأدخلـ الجيش من أجله ….سأبدو كالغبية ..)
هيو : داي هو يا صديقي أين كان عقلك ، لقد جعلت الرقيب يغضبـ منك ……… دااااااااااااااي هوووو هل شردت مجددًا ؟
هي يونغ : هاه …. ماذا كنت تقولـ ؟
هيو : ماذا أقول .. أين سرح عقلك …ألم تسمع ما قاله لك الرقيب…
هي يونغ :الرقيب …أين هو ؟؟؟؟
هيو : داي هو هل أنت بخير …تبدو مشوشًا …
هي يونغ : أنا…أنا بخير….ماذا كان يقول الرقيب ؟
هيو : لقد منعك من الأكل لمدة يوم كامل ..ثم ستبيت الليلة في الخارج ….
هي يونغ : هذا فقط .انه شيء عادي ؟؟؟
هيو : ماذا….؟؟ هل جننت..أنت لم تأكل شيئا منذ أن التقينا …واليوم الحرارة شديدة…لن تستطيع تحملـ ذلك
هي يونغ : هيه أيها الأحمق….أنا أقوى مما تظن …لا عليك …أستطيع تحمل ذلك
صوت ما : مرحبًا ، هل تسمحان لي بالجلوس معكما
التفتا خلفهما ليجدا °شابا ذو ملامح طفولية و شعر رمادي مصفف بطريقة توحي بأنه أحد نجوم الروك المجانين تنسدل منه بضعة خصلات على عينان ذهبيتان مائلتان إلى الصفرة ،يلف سلاسل حول عنقه ومعصمه كما تدلت بعض السلاسل من أذنيه °
هيو : تفضل
الصوت : أنا أدعى هيروشي تسوكاموري
هي يونغ : ممممم، يبدو أنك لست كوريا
هيروشي : في الحقيقة أنا من أصل ياباني لكن أمي كورية
هي يونغ : آه هكذا إذا …أنا أدعى داي هو
هيو : وأنا هيو
هيروشي : تشرفت بمعرفتكما داي هو .هيو
هيو : ونحن أيضًا
هيروشي : إذا داي هو ، … الرقيب هيشول….دائما ما نراه هادئا…كيف تجرأت وأغضبته…عليك
أن تنتبه المرة القادمة …فاحتمال أن يطردك من الجيش وارد
هي يونغ : لا….لا تقل ذلك …لن أسمح له بطردي
هيروشي : إذا فانتبه لتصرفاتك…وإلا فلن تطيل البقاء هنا
هيو : هيروشي معه حق …عليك أن تنتبه إلى تصرفاتك
هي يونغ : حسنا…حسنا….سأذهب الآن.لدي عقاب. علي أن أنجزه هههه
هيو : ههه أيها الأحمق لأول مره أرى شخصًا سعيد لأنه معاقب
هي يونغ في نفسها : (طبعًا سأكون سعيدة ….من هذا المكان أستطيع مراقبة شانغ هو وهو يأكل …إنها فرصة لن تتكرر)….إلى اللقاء ….أراكما لاحقا
هيو و هيروشي : إلى اللقاء
صوت ما : أنتَ الذي تقف هناك
هي يونغ : أتحدثني …
الصوت : لا….أحدث الجدار الذي ورائك ….هل تمازحني أيها الحقير…طبعًا أنا أتكلم معك
هي يونغ : آه أنا آسف …
الصوت : اتبعني….
هي يونغ : ولكنني معاقب …سأمكث هنا إلى أن ينتهي عقابي
الصوت : ها ها ها مسكين….هل تظن حقا أنك ستعاقب هنا …لا يا حبيبي …أنت مخطئ تماما ….سترى العقاب كيف يكون ..هيا …اتبعني
هي يونغ : حـ…حسنا
بدأ داي هو في المشي وبجواره الشاب ماسكًا إياه من ذراعه …كان ينفذ تعليمات
الرقيب…خوفًا من أن يهرب الشخص المعاقب ….فالتعليمات واضحة وصريحة …..على الشخص
المعاقب أن يمشي بجوار الجدار دون أن يرفع رأسه … أو يتحرك يمنة أو يسرة إلى أن يصل إلى
المكان المطلوب …أخذ الاثنين معًا عددًا من السلالم ثم مرّا بممر طويل مظلم في نهايته باب
بلوري نصف مفتوح , بؤدي إلى ساحة مكشوفة واسعة ، حيث الجدران عالية بارتفاع عشرة
أمتار أو أكثر … لقد كانت أشبه بساحة تعذيب السجناء …دخلا إلى الساحة فقام ذلك الشخص
بإلقاء داي هو بقسوة حتى سقط على الأرض ،آمرًا إياه بأن يلتصق بأحد الجدران ،ثم بدأ يلقي
في الشتائم ، لم يفهم داي هو معظمها
بعد ست ساعات
صوت ما : ألازال ذلك الفتى واقفا هناك ..حتى أنه لم يتحرك…أراهن أنه لن يستطيع التحمل …سيغمى عليه من شدة الحرارة
صوت آخر : ههه إنه غبي وأحمق أيها الرائد ..لقد أحسنت في عقوبته أيها الرقيب ….إنه صديق
ذلك المغنى…ولاشك أنه هو الآخر من أسرة ثرية ….وأنت تعرف ….يبدو أنه مدللا وعنيدا بما فيه
الكفاية ..لكي لا ينتبه لكلامك أيها الرقيب …. هَه إلى متى سيستمرون في إرسال مثل هؤلاء الأغبياء إلى هنا
التفت الرقيب إلى صاحب الصوت ، فإذا به °شاب في العشرينيات من عمره ،ذو شعر بني تلونت خصلاته بالأصفر وعينين عسليتين °
قطب حاجبيه ..ثم بكلمات هادئة ، وملامح باردة كالثلج
الرقيب هيشول : لا يهم إن كانوا أثرياء أو فقراء ….واجبنا أن ندربهم …ونريهم كيف يكون الالتزام
وهذه تعليمات ذلك العريف …ثم هذه آخر مرة أسمع منك هذا الكلام أيها الملازم هيونغ كي
الملازم هيونغ كي : آسف سيدي …
في المساء
هي يونغ : (ياالهي ،عصافير بطني تزقزق ، لم أتناول شيئا من الصباح ….علي أن أتحمل ذلك …إن أردت رؤية شانغ هو )
هيروشي : هيه… هيو ألازال داي هو واقفا هناك ؟
هيو : أجل ..لقد تسللت إليه عنوة ..لأخبره إن كان يحتاج إلى شيء…لكنه رفض مساعدتي له..بل حتى أنه رفض تناول الطعام الذي قدمته له … ذلك الغبي سيجني على نفسه
هيروشي : إنه لا يستسلم حقًا …
هيو : أجل…إن ذلك المكان مخيف جدًا…أتمنى حقًا أن لا أزوره يومًا
هيروشي : نعم ….سمعت به….يقال لها ساحة التعذيب…أي متدرب….لم يحسن التصرف أو خرج عنِ القانون ….يزجون به هناك
لكي يتعلم الالتزام …يقول العريف… عليهم أن يتذوقوا معنى المعاناة لكي يصبحوا قادة أقوياء
هيو : المعاناة ….هل هذا مجنون أم ماذا ؟….لقد أتينا لكي نتدرب…لا أن يلقوا بنا هناك كالجرذان
في الصباح
هي يونغ : (وأخيرًا انتهى العقاب …أووه يبدو أنني استطعت التحمل ..هههه لم أكن أعلم أنني قوية …ولكن لماذا أحس بدوار شديد … رأسي يؤلمني حقًا ..). وضعت يدها اليمنى على وجهها محاولة مقاومة الدوار ، أغلقت عينيها للحظة ثم فتحتهما فجأة على صوت ذلك الشخص
هيو : هل كنت نائمًا ؟
هي يونغ : هيو …ما الذي تفعله هنا ….ألم تذهب للتدريباتـ
هيو : لم تبدأ بعد …ثم لقد أتيت لكي تذهب معي ….لقد انتهت فترة العقاب أليس كذلك ؟
هي يونغ : آآآه …أجل معك حق …
هيو : إذا يبدو أنك لا تستسلم بسهولة
هي يونغ : طبعًا فأنا قوي جدا هههه
هيو : ههههه
هي يونغ : لقد عاد الصداع مجددًا …رأسي يؤلمني كثيرًا
هيو : داااي …هل أنتَ بخيــر ؟
هي يونغ : لا تقلق…أنا بخــــيـــ….
حاولتْ مقاومة الدوار ، كما فعلتْ سابقا لكن قوتها خانتها في تلك اللحظة لتسقط و تتوسد الأرض الساخنة
هيو : دااي هو ….هل تسمعني …..استيقظ …..دااااي هــ
لقد كانت كلمات هيو آخر ما سمعته أذناها قبل أن تغلق عينيها معلنة فقدانها الوعي تماما…
…..
فتحت عينيها بتثاقل ، لم تحرك ساكنا ولم تعي ما حولها …كأنها نصف نائمة …وضعت يدها
اليمنى على رأسها وفتحت عينيها بقوة أكبر لعلها تميز المكان الذي يحيط بها ..رفعت عينيها
إلى السقف وحدقت إليه في شرود …ثم خفضت رأسها ، وأخذت نظرة استكشافية حول المكان
… كانت الغرفة شبه مظلمة …يتوسطها مصباح يصدر ضوءا خافتًا ، وسريرين أحدهما من هيكل
معدني يعلوه الصدأ مستلقية عليه والآخر لا يختلف عن شقيقه سوى أنه يحيط به دولاب
ومجموعة من الرفوف الجدارية …نظرت إلى منضدة خشبية كانت بالقرب من سريرها …اقتربت
منها بعد أن لمحت إناء الماء الذي يعلوها …أخذت رشفة منه ..ثم نهضت من السرير …وقفت
قليلا محاولة تذكر ما حدث لها…لقد أغمي عنها فجأة … يبدو أن شخصا ما حملها إلى هذه
الغرفة …من يكون يا ترى ؟ …و هل اكتشف حقيقة كونها فتاة ؟ … ماذا ستكون ردة فعله …؟
أسئلة كثيرة كانت تدور في ذهنها …وأخيرًا اتجهت نحو الباب بعد أن سمعت صوت أقدام تتجه نحو الغرفة …
توقفت لتنصت إلى الصوت القادم من خارج الغرفة ….فإذا بشخص ما أدار مقبض الباب من
الخارج ….لتتجمد هي يونغ في مكانها
فُتح الباب ليظهر هيو أمام هي يونغ التي مازالت متسمرة
هيو : أهلًا داي هو …لماذا تقف هنا..هيا يجب أن ترتاح قليلا
هي يونغ : ولـــكن ……أأأاانا…
هيو : اسمع….لا أريد أية أعذار …قلت لك يجب أن ترتاح ….يعني سترتاح ….ثم إنها الحادية عشر إلا ربعا ليلا…فإلى أين ستذهب في هذا الوقت …بجسدك المتعب هذا …هيا اذهب إلى سريرك وخذ لك قسطا من النوم
كانت ملامح الارتباك بادية على وجهها بداية خوفًا من أن يكون هيو قد اكتشف أمرها …لكن يبدو
أن الأخير لم يكتشف شيئا …إذا فهي بمأمن الآن …تنفست الصعداء ….ثم أطاعت أمره واتجهت
نحو السرير …بينما اتجه هو إلى السرير الآخر
هي يونغ : أاأا هيو ….من أتى بي إلى هذه الغرفة .؟
هيو : ألا تذكر….آه نسيت ….لقد أغمي عليك …أنا من حملك…عندما سمعتك تقول أنك قوي
….ظننت أنني لن أستطيع حملك….لكنك كنت أخف من الريشة وزنا …هاه وتقول أنك قوي
هي يونغ : كفاك سخرية هيــو …وأخبرني ماذا حصل بعدها ؟
هيو : لم يحصل شيء …سوى أنك كنت تغط في نوم عميق …
هي يونغ : آآآه حسنا… على كل شكرا …أقدر لك حقا مساعدتك
وقفت هي يونغ …واتجهت إلى الباب ثانية
هيو : إلى أين أنت ذاهب …ألم أقل لك أن تأخذ قسطا من الراحة
هي يونغ : أجل سأذهب لأرتاح في غرفتي …
هيو : أعتقد أنك لم تلاحظ بعد حقيبة ملابسك التي هناك …
هي يونغ : هاه …ما لذي تفعله حقيبتي في غرفتك …؟
هيو : وما لذي ستفعله في اعتقادك …أنا شريكك في الغرفة أيها الغبي
هي يونغ : ماااذا ….ولكن أليس هناك غرفة أخرى لي
هيو : لا…..يا عزيزي ….هل تظن نفسك في فندق ….ثم من حسن حظنا أننا فقط شريكين في الغرفة …هناك بعض الغرف تحتوي على ثلاث إلى أربعة أشخاص …تصور كيف سيكون الأمر ؟
سرت رعشة في جسد هي يونغ ..كيف لم تفكر في هذا الأمر مسبقا …سيكون لها شريك في الغرفة …سيكشفها بكل تأكيد
التفت هيو إلى هي يونغ الواقفة في مكانها …
هيو : إلى متى ستبقى واقفا كالتمثال ألن تتقدم
هي يونغ : آه …حسنًا …سأذهب لأرتاح …تصبح على خير
هيو: وأنت أيضا
اتجهت هي يونغ نحو السرير …ثم مددت جسدها المتعب …وأخذت تغط بالنوم
هيو : يااااا…ألا يمكنكـ أن تطفئ النور ….التفت هيو إلى داي هو فأدرك أن الأخير في عالم آخر
هَمس قائلا ….يقول أنه قوي …أحمق …
……..
انتهت حلقة اليوم ان شاء الله تكون عجبتكم
ممممم مارأيكم بالبارت
أنتظر اقتراحاتكم وتعليقاتكم