الحلقة السادسة : الفتى الشبيه بالنسوة

أسرع الثلاثة معًا نحو غرفة هيروشي ، توقفوا لحظة في منتصف الطريق ، استدارت هي يونغ نحو هيروشي الذي أخذ يرتجف ويتصبب عرقًا

– مابكَ….ألن تأتي معنا ؟
– لا أستطيــع….اذهبا وحدكما


أومآ رأسهما ايجابيا ثم أكملا سيرهما .. ولم يشعرا بهيروشي وهو يتبعهما ..تقدم هيو بهدوء رتيب، فسمع صوت ضجيج يبدوا كأنه شخص يعبث بأثاث الغرفة …أدار مقبض الباب …ثم دفعه بقوة لينفتح على مصراعيه …وتظهر أمامهما تلك المخلوقة ذات القامة الممشوقة و الشعر الأسود الفاحم… تقف في شموخ وأنفة ، كانت ترتدي فستانا أسود ضيقًا مصنوعًا من الفروِ الخفيف ، وعقدًا مرصعًا بثلاث جواهر تتدلى بخفة من عنقها ، وقفت بصمت ولم تهتم بمن حولها ، فجأة نظرت نحو هيو بلا مبالاة ، التقت عينيها بعينيه ، لقد كانت عيناها واسعة تطوقهما خيمة من الرموش الكثيفة زادتها تألقا أما بؤبؤهما فقد تدرج بهما اللون الأزرق والأخضر ليصنع مزيجا رائعا من اللونين يصعب على العقل إدراكه
وقفا الاثنان بجمود ، يحدقان إلى تلكَ الفاتنة، وما هي إلا ثواني حتى قطع جو الصمت صوت هيروشي المتقطع من خلفهما


– هلــ…..ذهـــ…بت ….تلك ….المتوحشــة…..لقـــ..د كانــت ست…قتلني…من دونِ شك
التفتا الاثنان إليه ثم نظر إلى وجه بعضهما لينفجرا ضحكًا


— لا تقل لي أنكَ أيقظتنا في منتصف الليل لتخبرنا أن هناك قطة بحجم راحة اليد…تلعب في غرفتكَ
— قطة بحجم راحة اليد…إنها قطة شريرة….وكادت تقتلني…إياكَ وأن يخدعك حجمها يا هيو
— يالكَ من جبان يا هيروشي…أجزم أن رفسة منا كافية بأن تسحق عظامها الصغيرة


مشت هي يونغ بهدوء نحو تلكَ القطة الصغيرة التي وقفت في زاوية الغرفة وكل الخوف يتملكها ، انحت على بعد خطوات منها وبسطت كفها بابتسامة هادئة في محاولة استلطافها والمفاجأة أن ذلك المخلوق الصغير ألقى بنفسه في حضن هي يونغ لتحمله بين ذراعيها وتتجه به ناحية هيروشي

–أبعده عنّي أيها الغبي…إياكَ أن تقترب
–هيَّا يا هيروشي إنها مجرد قطة صغيرة….أنظر إليها
–قلت لكَ أبعد عنَّي ذلكَ الشرس وإلا….

لم يتمالك هيروشي نفسه بعد أن قربت هي يونغ القطة من وجهه ، فسقط مغشيًا عليه ، أما القطة فقد قفزت من بين يدي هي يونغ ، وقفت على قدميها ثم قوست ظهرها وأخذت تموء بغضب مما جعل هيروشي يستعيد وعيه على صوتِ مواءِ القطة الذي علا ليشمل أرجاء الغرفة …بعد لحظات توقفت القطة عن المواء ثم بحركة سريعة ركضت نحو باب الغرفة واختفت عنِ الأنظار


–يالكَ من جبانٍ حقًا يا هيروشي …كيف تخاف من هذا المخلوق الضعيف
–أصمت يا هيو أنتَ لا تعرف شيئا…القطط حيوانات شريرة…أنا أكرهها…أكرهها
–حسنًا…حسنًا…على كل أنا ذاهب لأنام….هيا يا هيو إنها الثالثة إلا ربعٍ صباحًا وأمامنا يومٌ شاق من التدريبات
–معكَ حق يا داي …تصبح على خير هيروشي…أرجوا أن لا توقظنا مرة أخرى إن رأيت فئرانا
— أنتما هل ستتركانِ هنا…ماذا لو عادت تلكَ المتوحشة…
— لن تعودَ مجددا بعد أن رأتْ وجهك القبيح….ثم حتى وإن عادت ..فاقفز من النافذة كما فعلت مسبقا…لكن لا تأتي إلينا
–أيها الغبيين …
::::::::

تسللت أشعة الشمس الدافئة من خلال النافذة لتلقي بأشعتها على ذلك الجسد الممد على السرير ، فتحت عينيها بصعوبة ، ألفت نظرة خاطفة على ساعة يدها التي تشير إلى السادسة ونصف صباحًا ،أغمضت عينيها ثم عادت للنوم ، وبعد ثواني قليلة انتفضت من سريرها واتسعت عينيها بشدة وهي تعيد النظر إلى الساعة ثم نهضت وهي تصرخ
— ياإلهي…تأخرت…تأخرت …لاشكَ أنني سأعاقب مجددًا
بدأت تتحرك في أرجاء الغرفة بسرعة جنونية ، كانت تدور في حلقة مفرغة تلتقط ذاك وترمي بالآخر …وبالأخير استطاعت أن تنتقي ثيابها…كادت أن تهم بالخروج لولا أن لفت انتباهها هيو الذي مازال نائمًا…يغط في الشخير أخذت تنهيدة طويلة ثم اتجهت إليه وأخذت تصرخ في أذنيه
–أستيقظ هيو…..لقد تأخرنا….استيقظ…أيها الغبي….ستأخرني
فتحَ هيو عينيه بتثاقل وآثار النوم لازالت بادية عليها
–لِمرة واحدة….ألا يمكنكَ أن تتحدث بصوتٍ منخفض…
نظر إلى الساعة المعلقة على جدار الغرفة
–ثم….لازال الوقتُ باكرًا…
وعاد يكمل نومه
–أنتَ من جنيت على نفسك….لقد أيقظتك….ولكنكَ لم تستجبْ لي….على كل سأخرج….فلا أريد أن أسجن في تلكَ الساحة مجددًا
خرجت هي يونغ واتجهت إلى دورة المياه لترتدي ملابسها ،وبعد لحظات خرجت تركض بكل سرعتها ووطئ خطواتها يسمع من بعيد …
–عليَّ أن أسرع ..سأعاقب مرة أخرى…لماذا حظيَ سيء
توقفت قليلًا لتلتقط أنفاسها…ثم عادت لتكمل ركضها ، لكنها سرعان ما اصطدمت بشخص ما
تحسست رأسها بألم وأنزلته إلى الأسفل
–مؤلم…مؤلم …مؤلم….يا إلهي …هل اصطدمت بجدار حديدي أم ماذا ؟
نظرت إلى الأعلى بغضب لترى شخصا ينظر إليها بصدمة وعيناه تشع استغرابا
–أنتَ ذلك الفتى الجديد ….السيد داي هو….أليس كذلك ؟
أطرقت رأسها بخجل ثم أجابت
–أأأأجل…أأأنا آسف أيها الرقيب….لم أنتبه لخطواتي….
–….ماذا تفعل في مثل هذا الوقت
–أنا…أنا….أرجوكَ…أي عقابٍ آخر…إلا ساحة التعذيب
ازداد استغراب الرقيب
–عن أي عقاب تتحدث أيها الفتى
–هاه….؟
ساد الصمت لحظات ، ثم قال بهدوء
–يبدو أنكَ استيقظتَ باكرًا..لاشكَ أنكَ متحمس للتدريبات
–هيه…ولكنها السادسة ونصف صباحًا …
–هل أنتَ متأكد …انظر إلى ساعتكَ مجددًا
ألقت هي يونغ نظرة على ساعتها فإذا بها الخامسة وربع صباحًا
علا وجهها حمرة خفيفة فاعتدلت في وقفتها ، ثم وضعت يدها خلف رقبتها و ابتسمت بغباء
–ظننتها السادسة ونصف صباحًا ….حسنًا سأعود إلى غرفتي إلى أن يحين الوقتْ…
تنهد بهدوء ثم قال
–ذلكَ الطفل….أحمق بالكامل
أخذت تسير بخطى بطيئة متجهة إلى غرفتها …أوقف سيرها صوت موسيقى هادئة متناغمة أصدرها هاتفها ، امتدت يدها إلى جيب بنطالها الأخضر ، أخرجت هاتفا ذو لون اسود ، وضغطت على أحد أزراره
–يوبوسيو منِ المتكلم .؟
هي يونغ أيتها الخنفساء المتهورة وأخيرًا سمعتُ صوتكِ
من شين هو…. وااااااااه … اشتقتُ إليــكِ كثيـــرًا
وأنا أكثر…أخبريني كيفَ هي أحوالكِ ….لقد مرتـ ثلاثة أشهر ولم أتلقى منكِ أي رسالة
– — أنا بخير.. لازلتُ أتنفس …آسفة عزيزتي التدريبات هنا جد قاسية ولم أجد الوقت لكتابة أي رسالة أو الاتصال بكم…. طمئنيني عن أحوالكِ .وأحوال عمي وجدي…اشتقتُ إليكم كثيرًا
أنا بخير…وكذلك عمك إنه سعيد في عمله الجديد…لقد تحققت أمنيته بأن يصبحَ عالما للآثار
لا…مستحيل…. لا أصدقك
بل صدقيني….كلما التقيت به أجده يمسك عظامًا بين يديه
هههههه…إنه يعشق كل ما يتعلق بالتاريخ
أجل…وأنا أكره أن أرى العظام…. خصوصًا إن كانت……. بشرية
– وجدي كيف هي أحواله ؟
– إنه بأفضل حال..لقد بدأت صحته في تحسن
– حقًا الحمد لله
– هي يونغ لماذا تتحدثين بصوتٍ منخفض…أكاد لا أسمع صوتك
– شششش…لكي لا يكتشفني أحد أيتها الذكية وأنا أكلمك …
– آه هكذا إذا…..مممم هل تصدقين لقد سمعت أن المغني هيو قد التحق بالخدمة العسكرية…إذا كان حظك جيد قد تلتقيه
– لقد التقيته
– ماذا…ماذا…أحقًا…كيف يبدو….أما زال وسيمًا….هل يتدرب جيدًا… هل يأكل جيدًا
– مابكِ…يا فتاة…أكل هذا إعجاب .؟
– تعلمين جيدًا أنني من أشد المعجباتِ به
– في الواقع إنه صديقي….وشريكي بالغرفة
– لا….مستحيل…أنتِ تكذبين
– ولما أكذب…بل حتى أننا نتحدث كثيرًا…وهو أقرب صديق لي هنا
– يا لحظكِ يا فتاة… أنا أحسدك …آه تذكرت دعينا الآن من أمر هيو وأخبريني عنكِ…كيف تجري أموركِ مع شانغ هو …هل اعترفتِ له
– لم أستطع ذلك… أنا الآن أتحدث معه بشكل عادي…كمجرد زميل في الجيش
– أيتها الغبية ….إلى متى ستبقين صامتة ..إلى أن تأتي إحدى الفتيات وتخطفه منكِ
– وماذا أفعل …هل أذهب إليه…وأقول له…هيه شانغ هو …أنا أدعى هي يونغ….وتنكرت كفتى….لأدخل إلى الخدمة العسكرية وألتقيك .هاه هل هذا ما أفعله ايتها المتحذلقة
– لا..أنا لم أقل ذلك….ولكن تقربي منه حتى تكسبين قلبه….وعندها يمكنكِ أن تخبريه
– حسنا…حسنًا…سأحاول
– هي يونغ أخبريني متى ستغادرين ذلك المكان …اشتقت لرؤيتك
– إنه ليس مكان أيتها البلهاء…بل هي كلية عسكرية…..كلية عسكرية هل سمعتِ
– لايهم…كلية أو مدرسة أو حتى مستشفى…المهم متى ستعودين
– ممممم سمعتُ أن هناكَ بعض الإجازات تمكننا من زيارة أهالينا…لكنني لا أعلم متى بالضبط
– على كل علي أن أذهب الآن….لدي بعض الأعمال يجب علي أن أنجزها…أراكِ لاحقا
– حسنًا…إلى اللقاء
أغلقت هاتفها المحمول ..واتكأت على جدار إسمنتي ليتسلل برده إلى أطراف ملابسها ، تنهدت بقوة ثم أغلقت عينيها ..فتحتهما قليلا …لتتوسعا في ذهول عندما رأت ذلك الشخص الواقف أمامها… ذو الوجه الشاحب والعينين البنيتين الواسعتين
انتفضت من مكانها ثم قالت بصوتٍ مرتجف
–يا….مـ..نذ متى وأنـ..تَ هـ…نا
نظر إليها نظرة تفحص جعلت قلبها يتراقص رعبًا.، أحست كأنَّ هالة سوداء شديدة الظلام تحيط به بشكل رهيب … تنهد بعمق وقال
–ستتأخر على الفطور….أيها ….الفتى
داخل الكافتيريا، كانت هي يونغ قد أنهت طبقها العاشر بكل إتقان…وقف بجانبها رجلان أحدهما رجل مسنٌ كسا الشيب رأسه وحفرت السنون أخاديدها على جبينه ، ورسمت الأيام خطوطها السوداء وتجاعيدها الواهية على وجنتيه ، أما الثاني فيبدوا أنه في منتصف عقده الرابع عريض المنكبين وذو شارب كثيف وعينين حادتين.. كانا ينظران لهي يونغ برعبٍ وهي تأكل بسرعة تقضي على طبق تلوَ الآخر..أما المتدربين فقد توسعتْ أفواههم في ذهول
ابتسم العجوز ابتسامة عريضة ثم ضرب ظهر هي يونغ ممازحا وقال بمرح
–تبدو قويًا يا بني لتأكل كل هذه الأطباق في خمسِ دقائق
نظرتْ هي يونغ إلى العجوز وابتسمت له بينما لازال فمها مكسواً بالطعام ،ثم عادت لتكمل صحنها ،وعندما انتهت مسحت فمها بظهر يدها وهي تقول :
–وجبة شهية…وجبة شهية ….هل يمكنني الحصول على طبقٍ..آخـــ
صرخ الرجل الثاني بغضب
–أيها الغبي ألم تشبع بعد…ستصيب الكافتيريا بالفقر …إن استمريت بالأكل بهذه الطريقة….ولن يجد المتدربين ما يأكلوا بسببكَ أيها الأحمق
انصعقت هي يونغ من شدة الصرخة …ثم نظرت للأسفل لتتأكد أن قلبها لم يسقط من مكانه
–أوووه..الحمد لله ما زلتُ على قيد الحياة …حسنًا….أظنني سأبلي جيدًا في التدريباتِ بعد هذا الطعام الشهي
–يـــا…ألمْ تسمع ما كنتُ أقوله…..يجبُ عليكَ أن تدفعَ ما أكلته
ابتسمت هي يونغ بتفهم ثم قالتْ —آآآآه … بالنسبة للأطباق التي أكلتها
تحولت ملامح الرجل إلى وداعةٍ ظريفة وهو يقول متضاحكًا

–علمتُ انكَ ستتفهم الأمر.كم ستدفع ؟
وضعتْ سبابتها على فمها ثم قالت بهدوء في الحقيقة…..
فرك الرجل يديه في حبور ثم قال
كم …كم ؟
— أنا لا أملك المال حاليًا
كانت عبارتها الأخيرة كافية…لتجعل الكافتيريا تغرق في ضحكاتِ المتدربين التي عمتِ القاعة
–ماذا….أيهــ…ا أيهــ…ا اللعين… الشبيه ُ بالنساء أتريد أن تصيبني بسكتةٍ قلبية
أجابته هي يونغ بإحباط

أنا حقًا…ليس لدي المال حاليًا…
ابتسم الرجل بمكر ثم قال — إذا لم تكن قادرًا على دفع النقود …إذا فسيتوجبُ عليكَ أن تنظف الساحة — اليوم…عقابًا لكَ
–ولكن…ولكن…التدريباتْ ستبدأ بعد قليل..ولا أريد أن أفوتها عليَُّ
–أنتَ حر في اختياركَ…إما أن تدفع….أو تنظف الساحة
–حسنًا…موافق
بعد انتهاء الفطور كان على هي يونغ أن تغسل بعض الأطباق ليسَ عقابًا وإنما مساعدة منها لذلك الرجل العجوز
–حسنًا…لقد انتهيت…سأذهبُ الآن ما زالَ أمامي عمل آخر علي أن أنجزه
–أشكركَ يا بني على مساعدتكَ لي….لن أنسى صنيعكَ هذا
–لا تقلْ ذلك يا جدي….ثم رجل في مثلِ سنكَ يحتاج أن يرتاح من وقتٍ لآخر وأن لا يتعبَ نفسه…حسنًا ….سأذهب الآن أراكَ لاحقًا
—إلى اللقاء..
:::::::::::
في طريقها إلى ساحة التدريب …مرت بممر ضيق يوصلُ إلى الساحة مباشرة ، فكانت المفاجأة أن شاهدت مجموعة من الشبان يحيطون بأحد الفتية…. قالَ زعيم تلكَ المجموعة بعد أن ابتسم ابتسامة واسعة تكاد لا تخلو من المكر والخداع
—-إنها نهايتكَ…يا…مون شيك
أشار بأصبعه إلى أحدِ تابعيه ،وكان شابًا نحيفًا ، له ملامح أشبه بالقنفذ
تقدم ذلك النحيل وأمسكَ بغطاء حديدي يعود لسلة القمامة التي كانت بجانبه ، وبحركة سريعة رماه مباشرة نحو رأس ذلك الفتى ليتفاداه بكل خفة ويطير بعيدًا ليستقر فوق رأس ذلك الشخص الذي اكتفى بالوقوف دونَ حراكٍ
الفتى النحيل : —أيقوووو يبدو أني أخطأت الهدف..لاشكَ أنه مؤلم
أحد أفراد المجموعة : —معكَ حق فذلك الفتى الشبيه بالنسوة لم يتحركْ أبدًا
زعيم المجموعة :–أحسنتَ يا مين وو لقد أصبتَ فتى ضعيفًا
وبينما كان الجميع ينتظرونَ ردة فعل ذلك الشخص
صرخ بشدة — آآآآآه إنه مؤلم
أمسك رأسه بشدة وبدأ يصرخ– إنه مؤلم….مؤلم…مؤلم
لم يكن ذلك الشخص سوى هي يونغ المسكينة التي توقفت عنِ الصراخ بعد أن تذكرت شيئا مهما
–يإلهي الساحة….سأعاقب مرة أخرى …
ثم أخذت تركض متناسية أمر الضربة ، وقف أفراد المجموعة في دهشة من تصرف ذلك الفتى ، التفتَ الزعيم ليجد ذلك الشخص الذي كان محاصراً من طرفهم قد اختفى ولم يعد له أثر
–ذلكَ الشبح…أين ذهب
–لا بد أنه هرب….بعد أن غفلنا عنه
في ساحة التدريب وقفت هي يونغ تلتقط أنفاسها بصعوبة ، رفعت رأسها وهتفت بسعادة
–لقد وصلتُ قبلَ أن تبدأ التدريبات…مباركٌ لي

في مكان آخر

وقفت تلكَ السيارة الفارهة السوداء أمام بوابة شاهقة الارتفاع أشبه بأبوابِ القرون الوسطى …تقدم أحدُ الخدم وفتح بابَ السيارة ليخرج منها شاب فارع الطول ، عريض المنكبين ،يحيط به رجال أمنٍ ببدل سوداء
تقدم منه رجل في عقده الثالث وقد بدا على مظهره الراقي المرتب أنه شخصية هامة ، عدل نظارته ليقول بصوتٍ هادئ
–سيد دونغ مين….السيد جونغ شين ينتظرك في مكتبه
تجاهل دونغ مين كلامه وأكمل سيره عبر طريق ضيق حفته الأزهار من كلا الجانبين وظهر في نهايته باب المنزل الثاني
::::::::::::::::
في الكلية ، كانت تدريبات الرماية قد بدأت تحت إشراف الرقيب هيتشول ، الذي قسم المتدربين إلى أربع مجموعاتٍ حسب أوضاع الرماية الصحيحة وهي الانبطاح … الوقوف…الجلوس …الجلوس على الركبة
كلـ مجموعةٍ تكلفت بتطبيق وضع واحد للرماية…أما هي يونغ فكانتْ واقفة من بعيد تطبق تعليمات الرقيب بكل حذافيرها
بعد انتهاء التدريبات ، كانت هي يونغ قد انتهت أيضا من تنظيف الساحة ،ولحسن حظها أنَّها وجدت فقط بعض القمامة مما سهل عليها الأمر لتنتهي بسرعة ، سمعتْ صوتًا مألوفا قادمًا من بعيد
–هيه …داي هو….أينَ كنتَ أيها الفتى …لم أرك منذ الصباح
–أنا….كنتُ هنا….لقد عاقبني صاحب الكافتيريا بأن أنظف الساحة
–حقًا….يا لحظكَ يا صديقي…. لحظة ..لحظة …ماهذا الذي على جبينك…أيعقل أنهُ ……..دم
–ماذا…..دم …
وضعت هي يونغ يدها على جبينها لتتحسسها فشعرت بوخز خفيف
–أنتَ تهمل نفسكَ كثيرًا أيها الغبي ،
أمسكَ بيدها وأسرع بها نحو غرفتهما ، دخل الغرفة ثم أخذ يبحث بين حاجياته إلى أن أخرج صندوقًا أبيض متوسط الحجم رسمت عليه علامة حمراء ، وضع الصندوق فوق المنضدة وأخرج منه مطهرًا وكيس القطن ، اقترب منها ليطهر الجرح الذي على جبينيها لكنه قاطعته بهدوء
–لا بأس هيو إنه مجرد خدش صغير….لن يجعلني أنزف حتى الموت
–أصمت أيها الأحمق..ذاك الخدش الذي تراه صغيرًا…سيشوه وجهك الجميل…هيا دعني أطهره لكَ
جلست هي يونغ مستسلمة لعناد هيو الذي أصر أن يطهر جرحها ، قام بتنظيف الجرح بالمطهر ثم وضع عليه لاصقًا
–جيد….الآن يمكنني أن أقول أنكَ نجوتَ من الموت
–أنتَ حقًا أحمق….لقد قلت لكَ أنه مجرد خدش صغيرًا .لا يقتل
–هذه المرة خدش صغير ….مرة أخرى سيصبح جرح كبير….ليتحول فيما بعد إلى عاهة مستديمة إن استمريت في إهمال نفسك
::::::::::::::::
دخل إلى ممر طويل فرش بسجادة حمراء ذات خيوط ذهبية لامعة ، وعلى جانبه الأيسر تراصت العديد من الأبواب المزخرفة بشكل يذهب العقل ،فتحَ أحد الأبواب ليدخل إلى غرفة فسيحة يتوسطها سرير فاخر، وأثاث يدل على ذوق رفيع ، وأمام النافذة جلست تلك الفتاة الصغيرة ذات خمسِ سنوات التي ما سمعت صوتَ أقدام في الغرفة حتى التفت بسعادة وأسرعتَ باتجاه دون غمين
–هانا…. اشتاقت ….إلى أوبَا
نظر إليها ببرود ثم صرخ في وجهها
—ألمْ أقل لكِ ألا تدخلي إلى غرفتي من دون أن تستأذني مني
–ولكن..هانا…..تحب..مفاجأة …..أوبَا
–اخرجي من هنا….هيا….لا أريد أن أرى وجهكِ مجددًا
لقد كانت كلمات دون غمين الصارمة كافية .لتجعل الرعب يدب في قلب الصغيرة…التي خرجت ودموعها تنساب بحرقة على خديها الصغيرين ، أما دون غمين فألقى بجسده المتعب على السرير وأخذ يحدق إلى السقف في شرود
وما هي إلا ثواني حتى خرج من الغرفة ، واتجه نحو سلم كبير ذو تصميم مميز أبرز عن ذوق فنان مبدع ،وقف أمامَ أحد الأبواب الخشبية ، طرق طرقتين خفيفتين على الباب فأجابه صوتٌ رفيع حاد رصين
–تفضل
أدار دون غمين المقبض ودفع الباب ببطء ليظهر أمامه رجل في منتصف عقده السابع ذا شعر أشيب خفيف وعينين سوداوين تختفيان خلف نظارة طبية بدون إطار ، والتي لم تنجح في إخفاء بريق الذكاء والحكمة الذي يشع من عينينه النصف مغمضتين ، كان يجلس فوق مقعد بني من الجلد الفاخر الوثير وأمامه مكتب زجاجي فخم ، على يمينه طاولة تتوسطها فازه من البورسلان الفاخر مليئة بزهور الأوركيد البيضاء ، وخلفه نافذة تزينها الستائر الحريرية المقصبة
ويمتد تحتها سجاد منقوش فاخر
رفع الرجل عينيه ثم ابتسم ابتسامة هادئة وأشار لدون غمين بالجلوس على أحد الكراسي التي كانت قبالة المكتب
مرت لحظة عجيبة من الصمتِ بين الاثنين ، قطعها صوت العجوز المتنحنح
–أحم…..سمعتُ أنكَ تنوي البقاءَ في طوكيو
أجابه في هدوء
–أجل
–حسنًا … جيد
فتحَ الرجل العجوز أحد أدراج مكتبه وأخرج منها ملفًا ذو لونٍ أصفر ووضعه أمام دون غمين قائلًا برصانةٍ حازمة
–هذا….سيوضح سبب استدعائي لكَ
وفي حذر يحمل شيئًا من الهدوء ، التقط دون غمين الملف الذي وضعه جده أمامه ، فتحه ورأسه يحمل ألف سؤال على الأقل ، لتظهر له عبارة جعلته في دهشة
–الخدمة العسكرية

الحلقة الخامسة

استدار هي يونغ بسرعة خلفها..لتجد ذلك الشخص الذي أخذ ينظر إليها بنظرات تغنيه عن أي كلمة يقولها

مرت لحظة سكون بينهما..تجمدت إثرها أطراف هي يونغ ، وأخذت ضربات قلبها تتسارع شيئا فشيئا

 

عضت شفتيها ثم همست في نفسها (لماذا قلبي ينبض بشدة ..هل السبب هو أنه اكتشف حقيقتي…أم

لأنه آخر شخص كنت أتمنى أن ألتقيه في مثل هذا الموقف ..يا إلهي ماذا سأفعل الآن؟)


ـــ مابكَ… ترتجف…هل أرعبتك.؟

ـــ هاه
نــعم..أقصد..لا…لا أبدًا

ظل واقفا لثوان قبل أن يتوجه نحوها قائلا وعلى وجهه شبه
ابتسامة أخبرني …ماذا كنت تفعل في هذا الوقت من الليل…وضع سبابته على فمه ثم قال دعني أحرز..لقد كنت تستحتم أليس كذلك ..؟

ــ أنا ..في الواقع…لقد كنت

ــ لا عليك سأكتم سرك…طالما أنكَ لن تخبر أحدًا أيضا

ــ أأأأيعقل أنكـَ…عرفتـَ..أنني…أنني

ـــ أجل ..ثم ليس لديك شيء تخجل منه لترتعب إلى هذه الدرجة أليس كذلك ؟

ــ في الحقــييقة أخشى إن اكتشفوا أمري..فقد أطرد
رفع حاجبه الأيمن ثم انفجر ضاحكا

ــ هيه..ما المضحك ..انني أتكلم بجدية
..

رفع أنفه بغرور ثم قال
لقد أضحكتني حقا يا رجل…هل الاستحمام بالليل جناية يعاقب عليها القانون

نظرت إليه بتعجب وقد ظهرت علامات الاستفهام حول رأسها

حك أنفه ثم قال

ــ في الحقيقة
أنا أيضا أتسلل كل ليلة إلى هنا لكي أستحم…فلا أحب الاستماع إلى أصوات أولائك المتدربين التي تطرب أذني ..ثم ذلك الرقيب الأخرق كيف يأمرنا بأن نستحم في خمس دقائق..نصف ساعة ولن تكفيني

بقيت هي يونغ صامتة للحظات ثم تنفست بعمق وأطلقت زفيرا ينم عن الراحة لترت
سم على ثغرها ابتسامة واسعة

ـــ هكذا إذا…أنا أيضا أحب أن أستحم وحدي..لذلك خشيت أنهم ان اكتشفوا أمري فسيعاقبونني بجناية إسراف المياه ههههه

ـــ ههههههه..طالما لم نخبر أحدًا سنكون بخير …آه لم أعرفك بنفسي أنا أدعى شانغ هو

ـــ وأنا…هـ..أنا..داي هو..أجل داي هو

اقترب شانغ هو من هي يونغ ثم أخذ ينظر إليها بنظرات تفحص جعلت وجهها يصبغ باللون الأحمر من شدة الخجل
فأشاحت بوجهها عنه
ــ وجهك يبدوا مألوفًا…هل سبق أن التقينا من قبل

ابتسمت محاولة إخفاء توترها
هاه لا أعتقد ذلك..إإإنها المرة الأولى التي أراكَ فيها

..
مممم.معك حق.. مع أنكَ…لا يهم …تشرفت بمعرفتك داي هو

وأنا أيضا
..

حسنًا سأذهب لأستحم …وتذكر لا تخبر أحدًا
..

لا تقلق ..سيكون هذا سرنا الصغير

.
ودعت شانغ هو ثم أخذت تسير بهدوء تام متجهة إلى غرفتها ، في طريقها مرت بجانب المطبخ ..وقفت للحظة ثم استدارت لتكمل طريقها لكنها انتبهت على شخص كان واقفا يقلب الطعام على النار
اقتربت منه بهدوء ثم نادته

هيو …مالذي تفعله ..؟

قفز هيو من مكانه

ياااا أمي ….أيها الأحمق…ألا يمكنك أن تصدر صوتًا

أنا آسف…حسبتك انتبهت لخطواتي …على كل مالذي تحضره الآن

طبق من أطباقي المميزة

أطباقك المميزة.؟

أجل…فأنا طباخ ماهر

أحقًا…اني لأستغرب أن أجد شابا يتقن الطبخ..وخصوصا أن يكون شخصا مثلك
.

ماذا هل يبدوا لك هذا غريبا ؟

في الحقيقة ..نعم
..

عندما تتذوقه ..ستتمنى أن لا تنتهي من تناوله …لحظة سأجلب باقي الكمية من المعكرونة..لأنني
كنتَ سأعد طبقا لي وحدي


إذا أنت تعد المعكرونة

نعم ..معكرونة باللحم…فهي طبقي المفضل

اتجه هيو نحو أحد الأدراج وأخرج منه كيسا للمعكرونة من النوع السبغيتي وضعها في قدر الماء
الموضوع على النار
ثم جلس على أحد كراسي المنضدة بجانب هي يونغ وسرح في تفكير…سادت لحظات من الصمت المكان

قبل أن تتحرك شفتي هي يونغ لتقطع جو الصمت المرعب الذي أحاط بالغرفة
ــ ممممم. هيو…أريد أن أستفسرك عن أمرِ بسيط .؟
ــ هممم..ماهو ؟
ــ بصراحة أريد أن أعرف عنكَ أكثر
ــ هاه..ولماذا هذا السؤال فجأة
ــ أأأأ..مجرد فضول لا أكثر
ــ مجرد فضول…أو أنكَ واقع في حبي
ــأيهااااا
ــ اهدأ …اهدأ ..لا تغضب لقد كنت أمازحك فقط…ألا تعرف المزاح
ــ لا…مزاحك ثقيل ..فقط..انسَ الأمر
ــ حسنا..حسنا..سأخبرك طالما سألتني

ابتسمت هي يونغ بعدما سمعت هيو ،يينما أكمل الأخير بابتسامة مجيبة

ــ كما تعرف فإسمي هو هيو جونغ ، والدَيَّ من أسرة عريقة جدًا..
ــ هيو جونغ …ولكنك لا تذكر اسم عائلتك في اللقاءات الصحفية
ــ لأنني لا أريد ذلك
ــ لحظة….لحظة ..هيو جونغ هل يعقل أنكَ ابن السيد كيم جونغ رئيس مركز الشرطة في طوكيو
ــ كيف عرفت ذلك؟
ــ بسيطة…لأن اسم والدك يرن صداه في أنحاء طوكيو
ــ يااااااه ..يا لحظك.. أن يكون والدك هو رئيس مركز الشرطة…لا شك أنك فخور بذلك
ــ لا
توسعت عيني هي يونغ ثم نطقت
ــ ممماذا…لمَ
ــ لأنه يريد مني أن أكون ضابطً للشرطة وأنا لا أحب ذلك
ــ لماذا…إنه حقا لشيء جميل أن تعمل في سلك الشرطة
ــ ولكنني لا أحب ذلك…أمنيتي أن أصبح مغنيا مشهورًا في أنحاء آسيا والعالم
ــ آآآآه…إذا لماذا التحقت بالخدمة العسكرية
ــ لأأأأأنه..لأأأأأنني أردت ذلك

حدقت هي يونغ في استياء بهيو الذي أشاح بوجهه عنها ..وأخذ ينظر إلى اللاشيء
لقد كانت تعلم أنه يخفي عنها شيئا بسبب تلعثمه في إخبارها بالسبب الذي جعله يلتحق بالخدمة العسكرية …وخصوصًا أنه كان سيجري جولة في أرجاء آسيا لكنه قام بإلغائها بحجة أنه سيلتحق بالجيش.
وقد زادها إخفاء اسم عائلته يقينا بأنه يخفي شيئا ما
فبدأت تبحث عن طريقة تجبر بها هيو على الإجابة وأخيرًا لمعت في رأسها فكرة لتقول
ــ ياه…إن والدك رجل رائع حقًا لا شك أنه يحبك كثيرًا.ليطلب منك أن أن تصبح ضابطا للشرطة
ــ يحبني …هه..أجل
ــ نعم … بالطبع يحبك فأي والد يتمنى أن يكون ابنه أفضل منه
ــ إإإإنه لا يهتم لي
ــ ماذا…أنتَ تقول ذلك فقط …أنا على يقين بأنه يحبك…ولا شك أنك تحبه أيضا أليس كذلك
ــ داي هو…أرجوك توقف …أنت لا تعرف شيئا
ــ ولكن أنا أقول الحقيقة فقط
ــ اسمع لقد أخبرتك أنك لا تعرف شيئا عن والدي…فلا تتحدث عنه رجاءا
ــ أنا لن أثق بك من دون دليل
ــ وأنتَ ما دليلك
ــ الأمر واضح.. لم لم تكن تحبه لما دخلت إلا الخدمة العسكرية .وتخليت عن جولتك الموسيقية..بالمقابل لو لم يكن يحبك لما طلب منك أن تكون ضابطا شرطيا …الابن يرث مهنة والده …ألا يبدو لك هذا منطقيا
ارتبك هيو لتستغل هي يونغ الموقف ولتكمل
ثم الحب في العائلة لا يمكن أن يتغير ولا يمكنك أن تتاجر فيه بالمال أوِ الشهرة أوِ القوة
لذلك لن تجد من يهتم بكِ ويتمنى لك الخير أكثر من عائلتك…فحتى لو لم يكن والدك يظهر لك ذلك …فأنا متأكد أنه يحبك
ــ هَه..حب العائلة..أنت مخطئ يا صديقي..
ــ إذا أخبرني بدليلك
ــ لدي دليل قوي..ولكنني أخشى أن تخبر أحدًا
ــ ..أليس الصديق هو من تأتمنه على سرك..ألسنا أصدقاء..
ــ حسنًا ..لكن عدني بأن لا تخبر أحدًا ..
ــ أعدك.. والآن أخبرني بالحقيقة ..مالذي يجعلك واتقًا بأن الدك لا يهتم لكَ
بدت عيني هي يونغ تتطلع لمعرفة الحكاية في الوقت الذي بدأ فيه هيو الحديث بصوت منخفض بعد أن اعتدل في جلسته وبدا شاردا متأملًا إحدى زوايا المطبخ
قبل سنتين تقريبا
كان الثلج يتساقط بكثافة ويتكدس على الطرقات والمساحات ، وماكان يميز الجو وقتها هو الضباب الكثيف جدا في الخارج الذي تقاطع مع دفئ المكان ورائحة الشاي الأخضر الذي كانت تعده أمي، كنت أجلس في صالة المنزل أستمع إلى إحدى معزوفات سارة شانغ
ــ هاه سارة ماذا
ـــ إنها عازفة كمان ….طبعًا لن تعرفها فأنت لست مولعًا بالموسيقى…على كل
فًتح الباب فجأة ليدخل أبي ومعه أخي
شهقت هي يونغ بينما توسعت عيناها لتنطق: ـــ أخوك…ولكني أذكر أنه ليس لديك إخوة
ــ بلى كان لدي أخ يكبرني بسنتين ..كان هادئ الطباع و قليل الكلام ، عكسي تماما..لم أكن أراه كثيرًا…لأنه كان يدرس بالخارج ولا يأتي إلا بالعطل …
ـــ يبدو أنه كان يحب الدراسة على خلافك
ــ ماذا قلت ؟
ــ لا شيء …حسنا أكمل
أسرعت أمي وحضت كوان أخي بكل حنان بعد أن أفلتت دمعة من عينيها لترافقها عبارة اشتقت إليكَ، بينما أبي كان يبدو على ملامحه بعض الحزن..بالرغم من أنه بارع في إخفاء مشاعره …إلا أنه ذلك اليوم أحسست أنَّ أبي يخفي شيئا عني …لكنني حاولت تجاهل ذلك الأمر
استأذن والدي بعد أن أتاه اتصال مفاجئ لكي يذهب إلى دائرة الشرطة …فهو دائم الشغل..ولا نراه إلى بالليل …أما أمي فقد ذهبت لتعد لنا العشاء…وهناك بقيت مع أخي في الصالة …
اقتربت منه وحاولت أن أحدثه لكنه لم يجيبني واكتفى باللامبالاة ..ومع ذلك أصريت على جعله يتحدث إلي لكنه نهض وهم بالخروج …كان ذلك كاف ليغضبني فقفزت عليه وكدت أن أسدد له لكمة لكنّ أمي تدخلت وهددتني أنني إن أزعجت أخي مجددا فلن تحدثني بعدها
..لطالما..كانا يعاملانه بلطافة ..جل اهتمام والديَ انصب على أخي
حتى أن أبي كان يأتي مبكرًا من عمله …وأول شي يفعله هو سؤاله عن كوان ..كان يوفر له كل شيء مع أنَّ أخي لم يكن يطلب منه شيئا
ولا أخفيك أمرًا أنني كنت أغار منه كثيرًا
بسبب حسن المعاملة التي كان يتلقاها في حين لم أكن أسمع سوى عبارات التوبيخ
بعد مرور ثلاث أسابيع قرر والدي أن تخرج عائلتنا في نزهة ..لقد فرحت كثيرًا..على عكس أخي الذي بدا منزعجا وكأن أحدًا أرغمه على الذهاب معنا…لقد كانت النزهة جميلة جدًا … وكنا جميعنا مستمعين بها عدا أخي الذي كان شارد الذهن
..غير مبالي تماما لما حوله ، اشتريت أشياء عدة ولأنني كنت مدمنا على ألعاب الفيديو أفرغت كل حافظة نقودي لأشتري قرصا للعبة شهيرة كنت مولعا بها كثير ، مر الوقت سريعًا ولم ألحظ أن المساء قد حل ..فأمرنا والدي بالعودة إلى المنزل
..وكنا سنستقل الحافلة لأن سيارة والدي تعطلت …لكن أمي طلبت من أبي أن نمشي على الأقدام..فكان لها ما أرادته …
إذ تعبنا حقًا من المشي…وما أن هممنا بعبور إحدى الشوارع حتى سقط مني القرص الذي اشتريته ..رفعت بصري لأرى الإشارة التي لم تتغير بعد…فانحنيت لألتقطه أما والديَ وأخي فكانوا قد تجاوزوني إلى الطرف الآخر من الشارع
التقطت القرص وكنت فرحاً جدا لكن ما أن رفعت بصري حتى رأيت سيارة كبيرة فارهة قادمة إلي بسرعة خاطفة مما دفع جميع المارة إلى الالتفات
..كانت السيارة منطلقة بأقصى سرعتها ، حاولت أن أهرب لكن فات الأوان
إذ تجمدت في مكاني ولم أعد أستوعب ما يدور حولي..حتى الأصوات باتت تختفي تدريجيًا…عندها أيقنت أنها قد حانت نهايتي …أغمضت عيني منتظرًا نهاية حياتي ..لكنني فجأة أحسست بشيء اصدم بي بشدة وقذفني إلى الطرف الآخر من الشارع لقد كان يبدو كأنه جسد لشخص ما
فتحت عيني بشدة فرأيت أخي ممددًا على الأرض بينما تحيط به الدماء…أما أمي فوقعت أرضًا من هول الصدمة…وأبي انطلق مسرعًا نحو أخي ..عندها لم أعد أشعر بشيء…فقد أغمي علي نتيجة ارتطام رأسي بالأرض
أسعفنا إلى أقرب مستشفى وقد كانت إصابتي خفيفة جدًا مجرد جرح صغير في مؤخرة رأسي أما أخي فقد كانت إصابته خطيرة جدًا ..لأنه أصيب بكسر في القفص الصدري مما جعل الأطباء ينقلونه إلى قسم العناية المركزة
لا أستطيع أن اصف لكَ تلك النظرات التي كان يرمقني بها والدي ذلك اليوم ..أما أمي فكانت تردد عبارة واحدة [كل ما حدث بسببك أنتَ]
جلسنا ساعات طويلة أمام باب العناية المركزة ننتظر خروج الطبيب ليطمئننا عن حاله..وفي الأخير خرج لنا أحد الأطباء …وأخبرنا أن الشاب يريد رؤية أخيه
ما وهو أن سمعت كلمة الطبيب حتى انطلقت مندفعا والدموع في عيني لا تنقطع …فتحت الباب لأجد أخي مستلقيا على السرير يحدق إلى السقف في شرود تام ….اقتربت منه وجثوت على ركبتي لقد كان يتنفس بصعوبة…سألته هل هو بخير
فاكتفى بابتسامة …لقد كانت أول مرة أرى فيها أخي يبتسم مرتاحًا ..
فتحت فمي لأتكلم ، لكنه رفع بصره إلى السقف مجددًا ثم قال لي
ــ أنا سعيد لأنكَ لم تتأذى
لقد حركت تلك العبارة مشاعر الندم بداخلي.لقد ندمت فعلًا على المعاملة التي كنت أعامله بها ….رغم أني كنت أحبه كثيرًا وأعزه …
لم أتمالك نفسي فوقفت واقتربت منه ثم انتشلته من ياقة قميصه وصرخت عليه بكل ما أوتيت من قوة : ــ لماذا أنقذتني أيها الأحمق…كان من المفترض أن تجعل السيارة تصدمني …أيها الغبي لماذا تفعل هذا بي ..أتريد أن تتظاهر بأنك بطل
ابتسم أخي ما أطرقت كلماتي مسامعه ثم قال
ــ لقد وقفت هناك بملء إرادتي ..لأنها كانت رغبتي فقط…ثم من واجبي حماية أخي الأحمق المتهور
كنت أظن أن مثل كلامه سيجعلني أغضب ثانية ..لكن كلماته جعلتني في صدمة…فلم أتوقع ابدًا أن أسمع منه هذا الكلام
بعد لحظات دخل الطبيب وطلب مني مغادرة المستشفى خاصة وأن موعد الزيارة قد انتهى …نظرت إلى أخي فوجدته يحدق مجددا إلى السقف ، خرجت ثم تبعني الطبيب فأسرعت أمي وطلبت منه أن تطمئن على حال ابنها لكنه رفض فتوسلت إليه وطلبت منه أن تلقي ولو نظرة خاطفة وبعد شد وجذب سمح لها الطبيب بإلقاء نظرة سريعة على أخي ، بعد عدة ثواني انطلقت صرخات أمي داخل الغرفة أسرعت أنا وأبي لنستفسر عنِ الأمر فوجدنا أخي قد فارق الحياة
شهقت هي يونغ بعد سماعها كلمات هيو الأخيرة
ــ هل….مــــااااااتــ…حقًا ..؟
ــ أجل …
ــ أنا آسفة
ــ لا بأس
ــ ماذا حدث بعد ذلك
ــ لم أعد أذكر جيدًا ..كلما أتذكره هو أني خرجت من المستشفى ولا أدري أين أسير…قدماي تسيران على الأرض لكن عقلي حبيس مكان آخر
بعد يومين اكتشفت أن أخي كان مصابًا بمرض ذات الرئة …فكانت أيامه معدودة ..ولذلك كانا والدي يهتما به أشد عناية …لقد صدمت كثيرًا….ولعنت نفسي وتمنيت لو أنني الذي تلقيت صدمة السيارة بدله ….ذلك الأخ الهادئ كان يهتم لي حقًا….بكيت كثيرًا ذلك اليوم ولم أعد آكل أو أشرب شيئا …أمي وبختني كثيرًا أما أبي فلم يعد يحدثني إطلاقا …بل كان يكتفي بنظرات تأنيب
ذات مساء استغليت خروج أبي وأمي اللذان تلقيا دعوة من أحد أصدقائهما لحضور حفلة موسيقية فتسللت إلى غرفة أخي
وفتحت بابها بخفة.كان الهدوء يخيم على الغرفة تماما كصاحبها …اتجهت نحو مكتبه ثم أخذت أقلب في أوراقه الخاصة إلا أن وجدت رسالة صغيرة مكتوب على ظهرها إلى أخي
ــ رسالة..وماذا كُتبَ فيها
>>إلى الطفل الباكي هيو…إنت الآن تتلقى رسالة من أخوك المتعجرف كوان الذي يكتب أول رسالة له في حياته وآخرها..لذا عليكَ أن تستمع جيدًا لما سأقوله لكَ
لأنكَ لن تسمعه مجددًا ….
هل تذكر اليوم الذي سألتني فيه عن ماذا أتمنى أن أكون في المستقبل …فأجبتك…أنني أتمنى أن ألتحق بالخدمة العسكرية….وأصبح ضابطًا ممتازا تماما كوالدي…أما أنتّ فابتسمت وأخبرتني أنكَ تريد أن تصبح مغنيا مشهورًا ثم أردفت أنكَ ان ارتكبت جريمة ما فستكون سعيدًا لأنني سأغطي عليك …لا زلت أتذكر ذلك اليوم جيدًا …لقد ضحكنا كثيرًا لكن بعدها
سألتني عنِ الشيء الوحيد الذي يزعجني في أحلامي …أخبرتك عندها أنه أنتَ…فغضبتَ كثيرًا …وكرهتني ذلك اليوم…لكن في الحقيقة حتى لو كنت تزعجني في أحلامي فقد كنت أتمنى أن تأتي كل يوم لأرى وجهك الباسم
أنا آسف حقًا ..لأنني أخفيت عنكَ أمر مرضي…لم أشأ أن أجعلك تعاني بسببي…يكفي أن أعاني وحدي
قريبًا جدا..سأغادر هذه الحياة…أصعب ما في الأمر هو أنني لن أستطيع رؤيتك مجددًا….لذلك فلتبقى مبتسمًا دائما لأن وجهك يبدو قبيحا عندما تكون عابسا ….سأشتاق إليكَ كثير …سأقولها لكَ مرة واحدة…فأحفظها جيدا أحبكَ يا أخي الصغير<<
ــ ألهذا التحقت بالخدمة العسكرية…أردت أن تحقق حلم أخيك
ــ أجل
ــ وماذا حدث بعد ذلك..
ــ غادرت البيت ..فلم أعد أستطيع تحمل معاملة والديَ
وخصوصًا أمي التي كلما كانت تراني تجهش بالبكاء …لأنني أذكرها به أو لأنني السبب في موته
ــ من يراكَ يحسب أنك لم تعاني أبدًا
التفتت هي يونغ إلى هيو الذي بدا شارد الذهن فأرادت أن تلطف الجو
أطلقت ضحكة خفيفة لتكمل
ــ لم أكن أعلم أن المغني هيو طفل بكاي
صوب هيو نظره نحو هي يونغ ثم قال
ــ ماذا..أأأأأنا…لست طفلا بكايا ..أيها الأحمق
ــ آآآه نعم …نعم وكأنني سأصدق ذلك.. .مممم بالمناسبة هل تشم هذه الرائحة ؟
ــ نعم..أظن أن أحدًا يحرق شيئا ما في الخارج …أوووه لحظة
صرخا الاثنان مرة واحدة
ــ المعكرووووونة
أسرع هيو نحو القدر وأطفئ النار تحته ..ثم ازال الغطاء ليتفقد المعكرونة فإذا بها أصبحت مجرد رماد
ــ ماذا سنفعل الآن …لقد احترقت المعكرونة.وليس هناك ما نأكله
ــ إنه بسبب طبخك الماهر
ــ ماذااااا….أنت الآن توجه اللوم إلي…على كل فعيني أصبحتا تلتصقان ببعضهما…سأذهب لأنام… ليلة سعيدة
ــ ليلة سعيدة
خرج هيو من المطبخ وتوجه نحو غرفته أما هي يونغ فنظفت قدر المعكرونة بعد أن أخرجتها منه ووضعتها في سلة القمامة ثم جلست على إحدى الكراسي وأخذت تفكر في قصة هيو التي أثرت فيها كثيرا
)يااااه من كان يظن حقا بأنه يعاني …رغم أنه أخبرني أن أخوه على خلافه تماما …إلا أنني أراهما متشابهان فكلاهما كانا يخفيان مشاعرهما عن بعضهما …إنكَ حقًا أخ وفي يا هيو….أن تستغني عن حلمك لتحقق حلم أخيك…ونعم الأخوة
لهذا أخبرتكَ مسبقا أن العائلة لا تباع أو تشترى لأن خيط القرابة الذي يربط أفرادها صعب أن تقطعه إن كانت مشاعر الحب تكسوه(

)آآآآآه أعتقد أنني أنا الأخرى بدأت أصاب بالنعاس(

وقفت هي يونغ ثم أطفأت أنوار المطبخ واتجهت إلى غرفتها فتحت باب الغرفة بهدوء فوجدت هيو نائمًا ابتسمت ثم اتجهت إلى سريرها لم تمضي سوى ثواني حتى غطت هي الأخرى في نوم عميق

في حوالي الساعة الثانية إلا ربع بعد منتصف الليل طارا الاثنان من السرير بعد أن سمعا صوت طرقات قوية وسريعة تنهال على باب الغرفة أيقظتهما فزعا…انتفض هيو وأسرع بفتح الباب فإذا بهيروشي واقفا يرتجف في مكانه
ــ هيروشي مابكِ
ــ مــ….صيييية …هونتوني [حقا] مصيبة
اتجهت هي يونغ نحو هيروشي
ــ هيروشي أخبرنا ما الأمر

ــ لا أستـــ.طيع ….يجب أن تريا ذلك بأنفسكما

في الصباح

تراقصت أشعة الشمس بهدوء ورقة ، فأزاحت بنورها الرداء الأسود الذي توشح به الكون ،

و شقت طريقها عبر نافذة الغرفة لتداعب وجهها في حنو زائد ، وغمرتها بهالة من دفئها السحري

،فأحست بدفء كبير جاء في وقته تماما ، مما جعلها تفتح عينيها بتثاقل … تنهدت بعمق ..

ثم ألقت نظرة على هيو الذي تحرك في تلك الأثناء لينام على جانبه الأيسر ،

حولت نظرها إلى ساعة يدها التي كانت تشير إلى الخامسة ونصف صباحًا …

نهضت من السرير …أخذت بزتها العسكرية …ثم تسللت خفية كي لا توقظ النائم …

أخذت تسير بهدوء على رؤوس أصابعها كي لا تتسبب بإيقاظ أحد من نومه

إن أصدرت صوتًا..فالكل لازال نائمًا….والتدريبات تبدأ عند السادسة وربع صباحًا …

وصلت إلى أحد الحمامات…دخلت ثم أخذت حمامًا دافئا …وارتدت بزتها العسكرية …….

نظرت إلى ساعتها مجددًا …فإذا بها تشير إلى الساعة السادسة صباحا ….

ثم عادت إلى الغرفة…فإذا بهيو مازال نائما …اقتربت منه …ونادته مرارًا …

لكن النائم لم يجبها …مما جعلها تقترب من أذنه

وتصرخ فيها بكل ما حنجرتها من حبال صوتية وأوتار موسيقية ..

حتى شعرت أن الأرض اهتزت من تحتها …

التصق هيو بالجدار وقد توسعت عيناه على آخرهما وهو ينظر لداي هو برعب ..

بينما ابتسم الأخير ابتسامة واسعة تعبيرًا على أنه قد رد إليه صرف القطار

– أيها الأحمق…..كدت أفقد سمعي

– كان علي أن أصرخ في أذنك كي تستيقظ….وإلا نلت عقوبة أخرى بسببك …هيا ارتدي بزتك العسكرية , سأنتظرك خارجًا ….

– حسنًا…..حسنًا…..ولكن إياك أن تعيدها….وإلا لن ترى وجهك الوسيم في المرآة مجددًا

– ها ها ها ….أنت الذي بدأت أولًا …على كل سأخرج ..لا تتأخر

خرجت هي يونغ وأغلقت باب الغرفة خلفها


بعد عدة دقائق

– وأخيرًا خرجت…كل هذا الوقت لكي تلبس بزة عسكرية ….

نظرت هي يونغ إلى هيو الذي كان شكله مرتبًا وأنيقا

– لماذا تنظر إلي هكذا….أنت تحسسني كأنكَ زووووجتي

– ياااااااااااااا هل جننت …..ثم …..أنا فقط كنت أفكر أنك لو كنت ذاهب إلى مكان ما…لانتظرت اليوم كله لتخرج لما خرجت

– ها…ها …ها …لماذا غضبت ….كنت أمازحك فقط….ثم علي أن أتأنق…حتى ولو كنت في الجيش

– ها..ها نعم…أنت تتأنق وأنا أُعاقب.هيا أسرع….لا أريد أن أتأخر بسبب….السيد المتأنق

::

 

وصلا الاثنان إلى صالة واسعة جدا تتوسطها طاولات كثيرة …

تحلقت حولها العديد من الكراسي التي كانت تعج بالمتدربين اللذين يتناولون الإفطار ،

لاحظت هي يونغ نظرات الجميع لها وقد كان من الواضح أنها لا تنتج عن نية حسنة …

لكنها مع ذلك لم تكترث واستمرت في تأمل المكان …. فجأة اصطدمت بظهر هيو

فقد أنساها التأمل أنها تقف في الطابور الذي تقدم كثيرًا مما جعل شخصا ما خلفها يدفعها

لتصطدم بهيو الذي التفت إليها …

– هيا أسرع وخذ صينية طعامك…أرى خلفك بضعة نظرات لا تنذر بخير

أسرعت هي يونغ وأخذت صينية الطعام وجلست قرب هيو الذي شرع في تناول طعامه ,

نظرت إلى صينية طعامها التي تكونت من حساء خضر، بيضتان ، وصحن صغير للأرز ثم كوب ماء ، أخذت تأكل بشراهة وتشرب بنهمْ …

رفعت بصرها …فإذا بالجميع يحدق إليها

– لماذا يحدقونـ في هكذا…؟
– لأنــك تأكلـ بنهم أيها الغبي ….تبدو وأنك لم تر الطعام قبلًا

أخذت تبحلق في عينيها ..ثم عادت لتكمل طعامها …وبعد أن انتهت …نظرت إلى هيو

– ماذا….تريد…..لماذا تنظر إلي هكذا ….

أشارت بسبابتها إلى الصحن الذي أمامه ….لقد اكتفى هيو بأكل الأرز فقط بينما ترك الحساء

والبيضتين

– أأأأف .ألم تشبع بعد …خذه

أسرعت هي يونغ وأخذت تلتهم الأكل دون اكتراث ..في الوقت الذي كان ينظر إليها هيو بتعجب

….ثم انفجر ضحكا بعد أن نظر إلى وجهها الذي كان مغطى ببقايا الطعام

– تأكل كالأطفال ….
أخرج منديلا من جيبه

– تفضل

تناولت المنديل ثم مسحت وجهها ،

كانت رائحة حساء الخضر تطغى على باقي روائح الصالة ..بينما هز أركانها طقطقة الأواني وضجيج المتدربين الذين تعالت أصواتهم لتشكل سيمفونية جميلة

سمعت صوت قهقهة فرفعت بصرها لتجد شابين جلس أحدهما بجانبها بينما جلس الآخر جانب هيو°كان الأول قصير القامة ، ذو شعر بنفسجي وعينين عسليتين أما الآخر فكان طويل القامة بشعر أخضر وعينين سوداوين °

نظرت لهما هي يونغ باستغراب

– مرحبًا أنا أدعى باي وهذا صديقي كيونغ سان

– أهلًا…انا اسمي داي هو وهذا صديقي هيو

– تشرفنا

اقترب صاحب الشعر البنفسجي .من هي يونغ ثم قال

– مممم إذا….يا داي هو..تبدوا وسيمًا جدًا ….شخصا مثلك لا يستحق أن يكون هنا….ثم ملامحك تبدوا كالفتيات….أخشى حقًا أن اُعجب بكَ
رفعت هي يونغ وجهها الذي بدا شاحبا ثم أخذت تحدق له بسكون شديد …
حتى أن عينيها لم تعد تطرف

أخذ الخوف يتملك ذلك الشاب بعد أطالت هي يونغ التحديق إليه بنظرات مرعبة ،
خشي أن يصيبه مكروه فأبعد كرسيه …وابتلع رمقه …

حتى انقضى ما يقارب دقيقة من الوقت وهي يونغ تحدق في ذلك الشاب

بينما لم يفهم هيو والشاب الآخر شيئا…

وبعد لحظات أخذت هي يونغ صحن ذلك الفتى وشرعت في الأكل وكأن شيئا لم يكن …

ثم قالت بنبرة حادة

– إن أعدت هذا الكلام مجددًا…فستفقد إحدى عينيك أو كلتاهما

توسع فم هيو على آخره في ذهول

بينما دب الخوف في قلبي الشابين اللذين وليا مسرعين

نظرت إلى هيو بعد أن عادت ملامحها الطبيعية …لتجد هذا الأخير…لازال مصدوما

– مابكِ..لماذا تسمرت ….هل هناك من شيء
– أأأأأأ…أنت…أخبرني كيف فعلت ذلك..؟

– ماذا ….فعلت ؟

– هيا….لا تحاول التهرب….لقد رأيتك حينما كنت ترمق ذلك الشاب بتلك النظرات المرعبة

هي يونغ في نفسها…لا أعلم حقا كيف فعلت ذلك….ربما شدة خوفي من أن يكون قد اكتشف أمري…جعلتني أتصرف دون أن أشعر

– داي هو أين شردت …

– هاه…هل أرعبتهم حقًا

– اجل….وأرعبتني أيضا

– كان علي أن أفعل ذلك….ثم لم أرتح لهما …. أعتقد أنهما يخططان لشيء ما

– أجل …معك حق

فجأة طار صحن حساء في الهواء ليسقط قبعة على رأس هي يونغ بينما تلطخت ملابسها بحساء الخضر …..

ملئت قهقهات المتدربين أرجاء الصالة , بينما أسرع هيو ليمسح لها وجهها بالمنديل

ثم نهض وجال ببصره في الصالة محاولا في أن يجد مشتبها به لكن دون جدوى لم يفلح

فجلس في مقعده
وقفت هي يونغ وهمست لهيو

– سأذهب لأغير ملابسي واستحم

وفي طريقها اصطدمت بهيروشي

– أوهايو [ مرحبًا] …دايو

لم يتلقى إجابة منها فقد خرجت مسرعة
– مرحبا هيو …. ما لذي حصل لداي هو…لمَ خرج مسرعًا– شخص غبي ما….رماه بصحن حساء الخضر-حقًا…وهل عرفته ….

– ليس بعد…أظن أنه كان يترصده

 

دق الجرس معلنا عن انتهاء حصة الإفطار…


وما هي إلا ثواني حتى تجمع المتدربين في ساحة التدريب التي كان يتوسطها


الرقيب هيشول ومعه الملازم الذي سأل المتدربين إن كانوا يعانون من أي أمراض


همس هيو

 

– هَه…أحمق حتى وإن كنَا مرضى بالزهايمر [الخرف الشيخوخي] فلا أحد سيتجرأ ويعترف


-ذلك الشخص هو الذي قادني إلى غرفة التعذيب….تبًا له

 

-من الملازم …؟

 

-أجل ..


بدأ الملازم في شرح منهجية التدريب العسكري التي ستجرى خلال سنتين ،

والتي تنقسم إلى ثلاث مراحل أساسية [الإبتدائي والمتوسط ثم المتقدم]

وتتضمن التدريبات العسكرية الأساسية مثل التدريبات البدنية ،التي من نصيب المرحلة

الابتدائية… ثم التعرف على الأسلحة المختلفة وكيفية استخدامها من رماية وقنص وبنادق

وغيرها إضافة إلى التدرب على القيادة ومبادئها و التي تضمنتها المرحلة المتوسطة

وأخيرا المرحلة المتقدمة التي ستكون شاملة لما تعلمه المتدرب خلال المرحلتين السابقتين

لتنتهي بتدريب تكتيكي عملي يظهر قدرة المتدربين على استيعاب منهجية التدريب ..
:::

بعد انتهاء الملازم من الشرح ..قام المتدربين بتدريبات كثيفة كبداية



تمثلت في أنشطة الجري وحمل القوارب المطاطية على الأكتاف والقفز من فوق برج



مرتفع بينما اكتفى الرقيب بالمراقبة وترديد شعار يحفز المتدربين قطرة عرق أثناء التدريب توفر أنهار من الدم خلال المعركة


بعد انتهاء التدريبات


-حسنا …أراكما لاحقا ..


هيروشي : إلى أين أنت ذاهب ….ألن تستحم معنا ؟


-أأأأأ ..لا ليس الآن ..سأذهب لغرفتي كي ارتاح قليلًا …لقد كانت التدريبات متعبة


هيو : حسنا نراك لاحقا..

 

لوحت هي يونغ بيدها مودعة هيو وهيروشي وقد رسمت على ثغرها ابتسامة خفيفة ،


ثم استدارت لتذهب إلى غرفتها لكن استوقفها جسد كان أمامها لتصطدم به بشدة ،


ويرتد الاثنان إلى الخلف رفعت عيناها إليه ،° لقد كان طويل القامة , جامد الوجه, ذو شعر أسود ناعم يصل إلى منتصف رقبته ، وعينين سوداويتين كظلمة السماء بدون بدر لكنهما تشعان بصفاء غريب…

وقفت هي يونغ بجمود وعيناها مركزة على عيناه دون أي حواجز



فقد شدها بشرته التي كانت شديدة البياض وأشبه بالثلج الناصع°



لكنه قطع هذا الاسترسال فجأة بكلماته بعد أن رمقها بنظرة احتقار



-انتبه لوقع أقدامك أيها الحثالة


ثم تجاوزها ليكمل سبيله لكنه توقف بعد أن سمع كلماتها


-تبًا لكَ أيها الغبي ..


استدار نحوها….مشى بخطوات ثابتة تدل على ثقة عمياء لا يشوبها قلق أو خوف ,
وما هي إلا لحظات حتى وجدت ظهرها يصطدم بأحد الجدران
بينما وضع ذلك الشاب ساعديه على الجدار بعد أن طوقها تماما وحاصرها من جميع الاتجاهات ،



اقترب منها حتى كادت أنفاسه تلامس وجهها الناعم ،


رمقها بنظرة حادة جعلتها ترتبك …نظرت إلى وجهه بارتباك …


حدقت بعينه .لقد كانت سوداء قبل لحظات لكنها تحولت إلى زرقاء ….


– أعد ماذا قلت أيها الحقير


أحست برعشة تسري في جسدها بعد أن رفع يده للأعلى ثم قربها إلى وجهها ،



لكن سرعان ما أنزلها حينما قاطعه صوت قادم


 

– سيدي ….سيدي ….أين كنت لقد بحثت عنكَ كثيرًا ….العريف كيونغ يريد مقابلتك


 

أدار وجهه صوب هي يونغ


– من حسن حظك أنني مشغول …وإلا كنت في عِداد الموتى …

 

انصرف ذلك الشاب بينما بقيت هي يونغ في مكانها للحظات… تجمدت أطرافها

،..وتصاعدت دقات قلبها حتى كادت تختنق بها … فشعرت بأن الأعاصير تهب في رأسها …


هيروشي :داي هو مابك…..لماذا ترتجف هكذا ….


هيو : مالذي كان يقوله لك ذلك الشخص ….هل آذاكْ….أجبنا


– طـــ….ر….يــــقـــ..ة …..كلـــا…..مه…..أنـــ….فــــا……سه …..أعينـــ….ه المـــ…..رعبة…..إنه….


يشـــبه ….يشـــــبه…..مصــاصي الدماء …..

 

هيو : ما لذي تهذي به يا صديقي …عن أي مصاص دماء تتحدث

 

هيروشي : لا أعلم ما لذي قلته له أو قاله لك….لكن إياك أن تعترض طريقه مجددًا


هيو : لماذا …؟ هل تعرفه


– أجل اسمه دونغ مين وهو حفيد أكبر تجار البلدة السيد جونغ شين
شركاتهم تحتكر سوق الدولة كلها ،ويتحكمون بكل صغيرة وكبيرة ….
لكن ذلك الشخص من أكثر الأشخاص تعجرفا وغرورًا ….لا أدري ماذا يظن نفسه


أأأأأأأأأأأأف ….مجرد ذكر اسمه يجعل بدني يقشعر


 

هيو : إلى هذه الدرجة ….هل هو خطير …؟

 

– أنا لا أعرف عنه الكثير….كل ما أعرفه أنه متعجرف ويرى الناس كحثالة بالنسبة له


 

هيو : تبًا له …وهل هو متدرب جديد هنا

 

– لا….إنه يأتي فقط لأن عمه هو العريف…ورئيس المعسكر


 

هيو : ماذا…..العريف كيونغ عمه…

 

– أجل


 

وقفت هي يونغ وابتسمت بارتباك محاولة تجاهل إحساس الخوف الذي داهمها ثم قالت


 

– ههههه …لا تهتما لمَا كنت أقوله….حسنًا أراكما لاحقًا …سأذهب لأستحم ثم أنام


 

::::

 

في مكتب المعسكر جلس شخص أمام مكتبه على كرسي جلدي فاخر,


وأمامه طاولة زجاجية بنقوش جذابة مزجت بين الأبيض والذهبي وامتلأت بفتات البسكويت ، °كان رجلًا في عقده الخامس ، يرتدي نظارة طبية ضخمة غطت بعض ملامح وجهه°

…تنهد قليلا…ثم فرك رأسه الأصلع عله يخفف الصداع قليلًا و حرك زجاجة من على مكتبه كان مكتوب عليها اسمه

العريف كيونغ

حدق إلى ذلك الشاب طويلا ثم ابتسم ليمتلئ وجهه بالتجاعيد


– أهلًا دونغ مين …أتيت أخيرًا…حسِبتك لن تأتي…تفضل واجلس


– ماذا..تريد ….فأنا لا أملك الوقت لتفاهاتك


نظر العريف للحائط الذي بجانبه ثم قال :


– متى عدت من أمريكا ..؟


– هذا ليس من شأنك…إن كان لديك شيء ما قله الآن….أما إن أتيت بي هنا لتخبرني بنكاتك السخيفة…فلن أحتملها


– حسنًا..حسنا…اهدأ …أنت لم تتغير أبدًا…مازلت تعاملني ببرود وفظاظة


– وأنتَ مازلت …تتصنع الكرم…هَه…

– المهم ….ألازلت لا تريد الالتحاق بالخدمة العسكرية

– قلت لكَ لا وقت لدي لتفاهاتك


استدار دونغ مين وخرج من الغرفة دون أن يهتم لكلام العريف الذي ضرب زجاج الطاولة بقوة


– ذلك الوقح…إلى متى سيستمر في إهانتي…وأصمت له….قلت للعجوز مِن البداية…أن مهملا مثله لا يصلح للخدمة العسكرية

:::::


انتظرتْ حتى انسحب النهار شيئا فشيئا تاركا مكانه لليل الذي بدأ يلتهم أطراف


النهار مسدلًا وشاحه ،ليغط الجميع في نوم عميق


سارت بخفة وهدوء كي لا توقظ النائم في غرفتها …وبعد لحظات خرجت هي يونغ من أحد الحمامات

خللت شعرها بين أصابعها ثم نفضته بشدة لتتطاير قطرات الماء هنا وهناك ، لقد كان الهدوء يعم المكان …..ليقطعه صوت ذلك الشخص


– لقد كشفتكـ


استدار هي يونغ بسرعة خلفها..لتجد ذلك الشخص الذي أخذ ينظر إليها بنظرات تغنيه عن أي كلمة يقولها

::::::::

ممم ترى ما قصة ذلك الفتى دونغ مين ؟
وما السر وراء برودته ؟
هل ستكتشف هي يونغ الشخص الذي رماها بالصحن ؟
والأهم من يكون ذلك الشخص الذي كشف هي يونغ ؟
أسئلة كثيرة راح تعرفون ايجابتها مع البارتات القادمة

:::::::::::

ان شاء الله يكون ها البارت أعجبكم

 


وما كادت أن تكمل كلماتها فإذا بشخص اقترب منها ،

الرقيب هيشول : يبدو أنك لم تسمع تحذير صديقك لك ….كما يبدو أيضا أنك لم تكن تستمع إلى ما أقوول
داي هو : بتوتر أجل….لا …..أقصد…أنني كنت أستمع إلى ما تقول

الرقيب هيشول : وماذا كنت أقول ؟ …هل يمكنك أن تخبرني ؟
داي هو : أأأأأأأأأأأأأأأ…كنت تتحدث عن……عن…الحرب …لا أقصد …. الأسلحة والبنادق ….ربما كنت تتحدث عن الطعام الذي سيقدموه لنا صحيح ؟
تعالت الضحكات بين الجنود ، لكن سرعان ما صمت الكل ، بعد أن لاحظوا تغير ملامح الرقيب إلى الغضب الرقيب هيشول : يبدو أنك حقا لم تكن تستمع إلى حديثي ، حسنًا.. أنت معاقب …لن تأكل الطعام لمدة يوم كامل ،كما أنك ستبيت الليلة في الخارج ، وهذا أبسط عقاب لكَ لكي تستمع لما أقول في المرة المقبلة ،
ثم التفت إلى الجنودأي شخص سيحاول مساعدة هذا الغبي سيكون مصيره مثله ، هل هذا مفهوم
الجنود : نعم سيدي

هي يونغ : (مممم ماذا سأفعل ، هل أتبع شانغ هو الآن …ولكن ماذا سأقول له …لا …لا يمكنني أن أخبره ..أنني تنكرت لأدخلـ الجيش من أجله ….سأبدو كالغبية ..)
هيو : داي هو يا صديقي أين كان عقلك ، لقد جعلت الرقيب يغضبـ منك ……… دااااااااااااااي هوووو هل شردت مجددًا ؟

هي يونغ : هاه …. ماذا كنت تقولـ ؟

هيو : ماذا أقول .. أين سرح عقلك …ألم تسمع ما قاله لك الرقيب…

هي يونغ :الرقيب …أين هو ؟؟؟؟


هيو : داي هو هل أنت بخير …تبدو مشوشًا …


هي يونغ : أنا…أنا بخير….ماذا كان يقول الرقيب ؟


هيو : لقد منعك من الأكل لمدة يوم كامل ..ثم ستبيت الليلة في الخارج ….

 

هي يونغ : هذا فقط .انه شيء عادي ؟؟؟


هيو : ماذا….؟؟ هل جننت..أنت لم تأكل شيئا منذ أن التقينا …واليوم الحرارة شديدة…لن تستطيع تحملـ ذلك

 

هي يونغ : هيه أيها الأحمق….أنا أقوى مما تظن …لا عليك …أستطيع تحمل ذلك



صوت ما : مرحبًا ، هل تسمحان لي بالجلوس معكما


التفتا خلفهما ليجدا °شابا ذو ملامح طفولية و شعر رمادي مصفف بطريقة توحي بأنه أحد نجوم الروك المجانين تنسدل منه بضعة خصلات على عينان ذهبيتان مائلتان إلى الصفرة ،يلف سلاسل حول عنقه ومعصمه كما تدلت بعض السلاسل من أذنيه °


هيو : تفضل



الصوت : أنا أدعى هيروشي تسوكاموري



هي يونغ : ممممم، يبدو أنك لست كوريا



هيروشي : في الحقيقة أنا من أصل ياباني لكن أمي كورية



هي يونغ : آه هكذا إذا …أنا أدعى داي هو


هيو : وأنا هيو


هيروشي : تشرفت بمعرفتكما داي هو .هيو


هيو : ونحن أيضًا


هيروشي : إذا داي هو ، … الرقيب هيشول….دائما ما نراه هادئا…كيف تجرأت وأغضبته…عليك



أن تنتبه المرة القادمة …فاحتمال أن يطردك من الجيش وارد

 

هي يونغ : لا….لا تقل ذلك …لن أسمح له بطردي


هيروشي : إذا فانتبه لتصرفاتك…وإلا فلن تطيل البقاء هنا


هيو : هيروشي معه حق …عليك أن تنتبه إلى تصرفاتك


هي يونغ : حسنا…حسنا….سأذهب الآن.لدي عقاب. علي أن أنجزه هههه


هيو : ههه أيها الأحمق لأول مره أرى شخصًا سعيد لأنه معاقب



هي يونغ في نفسها : (طبعًا سأكون سعيدة ….من هذا المكان أستطيع مراقبة شانغ هو وهو يأكل …إنها فرصة لن تتكرر)….إلى اللقاء ….أراكما لاحقا


هيو و هيروشي : إلى اللقاء



صوت ما : أنتَ الذي تقف هناك



هي يونغ : أتحدثني …


الصوت : لا….أحدث الجدار الذي ورائك ….هل تمازحني أيها الحقير…طبعًا أنا أتكلم معك


هي يونغ : آه أنا آسف …


الصوت : اتبعني….


هي يونغ : ولكنني معاقب …سأمكث هنا إلى أن ينتهي عقابي


الصوت : ها ها ها مسكين….هل تظن حقا أنك ستعاقب هنا …لا يا حبيبي …أنت مخطئ تماما ….سترى العقاب كيف يكون ..هيا …اتبعني



هي يونغ : حـ…حسنا

 

بدأ داي هو في المشي وبجواره الشاب ماسكًا إياه من ذراعه …كان ينفذ تعليمات



الرقيب…خوفًا من أن يهرب الشخص المعاقب ….فالتعليمات واضحة وصريحة …..على الشخص


المعاقب أن يمشي بجوار الجدار دون أن يرفع رأسه … أو يتحرك يمنة أو يسرة إلى أن يصل إلى



المكان المطلوب …أخذ الاثنين معًا عددًا من السلالم ثم مرّا بممر طويل مظلم في نهايته باب



بلوري نصف مفتوح , بؤدي إلى ساحة مكشوفة واسعة ، حيث الجدران عالية بارتفاع عشرة



أمتار أو أكثر … لقد كانت أشبه بساحة تعذيب السجناء …دخلا إلى الساحة فقام ذلك الشخص



بإلقاء داي هو بقسوة حتى سقط على الأرض ،آمرًا إياه بأن يلتصق بأحد الجدران ،ثم بدأ يلقي


في الشتائم ، لم يفهم داي هو معظمها



بعد ست ساعات


صوت ما : ألازال ذلك الفتى واقفا هناك ..حتى أنه لم يتحرك…أراهن أنه لن يستطيع التحمل …سيغمى عليه من شدة الحرارة



صوت آخر : ههه إنه غبي وأحمق أيها الرائد ..لقد أحسنت في عقوبته أيها الرقيب ….إنه صديق


ذلك المغنى…ولاشك أنه هو الآخر من أسرة ثرية ….وأنت تعرف ….يبدو أنه مدللا وعنيدا بما فيه



الكفاية ..لكي لا ينتبه لكلامك أيها الرقيب …. هَه إلى متى سيستمرون في إرسال مثل هؤلاء الأغبياء إلى هنا



التفت الرقيب إلى صاحب الصوت ، فإذا به °شاب في العشرينيات من عمره ،ذو شعر بني تلونت خصلاته بالأصفر وعينين عسليتين °


قطب حاجبيه ..ثم بكلمات هادئة ، وملامح باردة كالثلج


الرقيب هيشول : لا يهم إن كانوا أثرياء أو فقراء ….واجبنا أن ندربهم …ونريهم كيف يكون الالتزام
وهذه تعليمات ذلك العريف …ثم هذه آخر مرة أسمع منك هذا الكلام أيها الملازم هيونغ كي



الملازم هيونغ كي : آسف سيدي …

 

في المساء



هي يونغ : (ياالهي ،عصافير بطني تزقزق ، لم أتناول شيئا من الصباح ….علي أن أتحمل ذلك …إن أردت رؤية شانغ هو )


هيروشي : هيه… هيو ألازال داي هو واقفا هناك ؟


هيو : أجل ..لقد تسللت إليه عنوة ..لأخبره إن كان يحتاج إلى شيء…لكنه رفض مساعدتي له..بل حتى أنه رفض تناول الطعام الذي قدمته له … ذلك الغبي سيجني على نفسه


هيروشي : إنه لا يستسلم حقًا …


هيو : أجل…إن ذلك المكان مخيف جدًا…أتمنى حقًا أن لا أزوره يومًا


هيروشي : نعم ….سمعت به….يقال لها ساحة التعذيب…أي متدرب….لم يحسن التصرف أو خرج عنِ القانون ….يزجون به هناك


لكي يتعلم الالتزام …يقول العريف… عليهم أن يتذوقوا معنى المعاناة لكي يصبحوا قادة أقوياء



هيو : المعاناة ….هل هذا مجنون أم ماذا ؟….لقد أتينا لكي نتدرب…لا أن يلقوا بنا هناك كالجرذان


في الصباح



هي يونغ : (وأخيرًا انتهى العقاب …أووه يبدو أنني استطعت التحمل ..هههه لم أكن أعلم أنني قوية …ولكن لماذا أحس بدوار شديد … رأسي يؤلمني حقًا ..). وضعت يدها اليمنى على وجهها محاولة مقاومة الدوار ، أغلقت عينيها للحظة ثم فتحتهما فجأة على صوت ذلك الشخص


هيو : هل كنت نائمًا ؟


هي يونغ : هيو …ما الذي تفعله هنا ….ألم تذهب للتدريباتـ


هيو : لم تبدأ بعد …ثم لقد أتيت لكي تذهب معي ….لقد انتهت فترة العقاب أليس كذلك ؟


هي يونغ : آآآه …أجل معك حق …


هيو : إذا يبدو أنك لا تستسلم بسهولة


هي يونغ : طبعًا فأنا قوي جدا هههه


هيو : ههههه


هي يونغ : لقد عاد الصداع مجددًا …رأسي يؤلمني كثيرًا


هيو : داااي …هل أنتَ بخيــر ؟


هي يونغ : لا تقلق…أنا بخــــيـــ….

 

حاولتْ مقاومة الدوار ، كما فعلتْ سابقا لكن قوتها خانتها في تلك اللحظة لتسقط و تتوسد الأرض الساخنة


هيو : دااي هو ….هل تسمعني …..استيقظ …..دااااي هــ


لقد كانت كلمات هيو آخر ما سمعته أذناها قبل أن تغلق عينيها معلنة فقدانها الوعي تماما…


…..


فتحت عينيها بتثاقل ، لم تحرك ساكنا ولم تعي ما حولها …كأنها نصف نائمة …وضعت يدها



اليمنى على رأسها وفتحت عينيها بقوة أكبر لعلها تميز المكان الذي يحيط بها ..رفعت عينيها



إلى السقف وحدقت إليه في شرود …ثم خفضت رأسها ، وأخذت نظرة استكشافية حول المكان



… كانت الغرفة شبه مظلمة …يتوسطها مصباح يصدر ضوءا خافتًا ، وسريرين أحدهما من هيكل



معدني يعلوه الصدأ مستلقية عليه والآخر لا يختلف عن شقيقه سوى أنه يحيط به دولاب



ومجموعة من الرفوف الجدارية …نظرت إلى منضدة خشبية كانت بالقرب من سريرها …اقتربت



منها بعد أن لمحت إناء الماء الذي يعلوها …أخذت رشفة منه ..ثم نهضت من السرير …وقفت



قليلا محاولة تذكر ما حدث لها…لقد أغمي عنها فجأة … يبدو أن شخصا ما حملها إلى هذه



الغرفة …من يكون يا ترى ؟ …و هل اكتشف حقيقة كونها فتاة ؟ … ماذا ستكون ردة فعله …؟


أسئلة كثيرة كانت تدور في ذهنها …وأخيرًا اتجهت نحو الباب بعد أن سمعت صوت أقدام تتجه نحو الغرفة …

 

توقفت لتنصت إلى الصوت القادم من خارج الغرفة ….فإذا بشخص ما أدار مقبض الباب من



الخارج ….لتتجمد هي يونغ في مكانها



فُتح الباب ليظهر هيو أمام هي يونغ التي مازالت متسمرة



هيو : أهلًا داي هو …لماذا تقف هنا..هيا يجب أن ترتاح قليلا


هي يونغ : ولـــكن ……أأأاانا…


هيو : اسمع….لا أريد أية أعذار …قلت لك يجب أن ترتاح ….يعني سترتاح ….ثم إنها الحادية عشر إلا ربعا ليلا…فإلى أين ستذهب في هذا الوقت …بجسدك المتعب هذا …هيا اذهب إلى سريرك وخذ لك قسطا من النوم



كانت ملامح الارتباك بادية على وجهها بداية خوفًا من أن يكون هيو قد اكتشف أمرها …لكن يبدو



أن الأخير لم يكتشف شيئا …إذا فهي بمأمن الآن …تنفست الصعداء ….ثم أطاعت أمره واتجهت



نحو السرير …بينما اتجه هو إلى السرير الآخر



هي يونغ : أاأا هيو ….من أتى بي إلى هذه الغرفة .؟


هيو : ألا تذكر….آه نسيت ….لقد أغمي عليك …أنا من حملك…عندما سمعتك تقول أنك قوي

….ظننت أنني لن أستطيع حملك….لكنك كنت أخف من الريشة وزنا …هاه وتقول أنك قوي



هي يونغ : كفاك سخرية هيــو …وأخبرني ماذا حصل بعدها ؟


هيو : لم يحصل شيء …سوى أنك كنت تغط في نوم عميق …


هي يونغ : آآآه حسنا… على كل شكرا …أقدر لك حقا مساعدتك



وقفت هي يونغ …واتجهت إلى الباب ثانية


هيو : إلى أين أنت ذاهب …ألم أقل لك أن تأخذ قسطا من الراحة


هي يونغ : أجل سأذهب لأرتاح في غرفتي …


هيو : أعتقد أنك لم تلاحظ بعد حقيبة ملابسك التي هناك …


هي يونغ : هاه …ما لذي تفعله حقيبتي في غرفتك …؟


هيو : وما لذي ستفعله في اعتقادك …أنا شريكك في الغرفة أيها الغبي


هي يونغ : ماااذا ….ولكن أليس هناك غرفة أخرى لي


هيو : لا…..يا عزيزي ….هل تظن نفسك في فندق ….ثم من حسن حظنا أننا فقط شريكين في الغرفة …هناك بعض الغرف تحتوي على ثلاث إلى أربعة أشخاص …تصور كيف سيكون الأمر ؟


سرت رعشة في جسد هي يونغ ..كيف لم تفكر في هذا الأمر مسبقا …سيكون لها شريك في الغرفة …سيكشفها بكل تأكيد


التفت هيو إلى هي يونغ الواقفة في مكانها …


هيو : إلى متى ستبقى واقفا كالتمثال ألن تتقدم


هي يونغ : آه …حسنًا …سأذهب لأرتاح …تصبح على خير


هيو: وأنت أيضا


اتجهت هي يونغ نحو السرير …ثم مددت جسدها المتعب …وأخذت تغط بالنوم


هيو : يااااا…ألا يمكنكـ أن تطفئ النور ….التفت هيو إلى داي هو فأدرك أن الأخير في عالم آخر

هَمس قائلا ….يقول أنه قوي …أحمق …

……..
انتهت حلقة اليوم ان شاء الله تكون عجبتكم

ممممم مارأيكم بالبارت

أنتظر اقتراحاتكم وتعليقاتكم

 

نحو بداية جديدة ج1

كان يركض بسرعة ليلحق بالقطار الذي هم بالانطلاق


يا إلهي إنه اليوم الأول لي في الخدمة العسكرية وسأتأخر (
يجب علي أن أقفز وإلا سيفوتني ،)

ألقى بالحقائب في إحدى العربات وبقفزة سريعة استطاع أن يدخل ، جث على ركبتيه ، تنهد قليلًا


أوووه وأخيًرا استطعت الدخول

نظر حوله ، كان البعض من راكبي القطار يحدقون إليه باستغراب ، بينما اكتفى هو بابتسامة خفيفة صاحبها توتر


حمل حقائبه واتجه نحو أحد الكراسي ، نظر إلى الساعة التي كانت تشير إلى العاشرة صباحًا ، أسند رأسه إلى الخلف وراح يتمتم في نفسه


(لقد نهضت مسرعـة حتى أني لم أودعهما ، لكن سيجد عمي الرسالة ويتفهم الأمر , أرجو أن لا يغضبا مني ، أنا سعيدة لأن داي هو وافق أن أتنكر مثله ..)



قاطع حديثها صوت شخص كان يجلس في المقعد الذي بجانبها

الصوت : هيه أيها الفتى ، ألا تخاف من أن تتعثر قدمك ، فتسقط على الأرض وعندها قد تكون في عداد الموتى


التفتت هي يونغ إلى مصدر الصوتـ فإذا به °شاب معتدل القامة ، يرتدي قميصًا أزرق رفقة جاكيت سوداء ،وسروال غامق اللون ، وقبعة سوداء تغطي رأسه ورقبته °

هي يونغ :لا عليـك ، ليست هذه المرة الأولى التي ألحق فيها بالقطار ، مممممم يبدو وجهك مألوفا ، هل التقينا من قبل ؟

الشخص : لا …. لا أعتقد ذلـــك


هي يونغ : ممممم، ولكن أظنني رأيتك في مكان ما ..لحظة …..أنت …..أنت المغـــنـ

أسرع ذلك الشخص ووضع يده على فم هي يونغ


الشخص : أرجوك أصمتــ ، ستفضحني ، ولا أريد أن يتعرف علي أحد

هي يونغ : مممم حسنًا ، أنا سعيد لأنني التقيت بمغني مثلك ، أنا أدعى هي…أقصد داي هو


المغني : وأنا اسمي هيو …تشرفت بمعرفتك


داي هو [هي يونغ] : وأنا أيضًا ….ممم في الحقيقة كنت أستمع إلى بعض أغانيك وبصراحة لديك


صوت جميـل ، لكن لو اتجهت للتمثيل أعتقد أنك ستبلي أيضا جيدًا

خصوصًا بعد أن شاهدت فيلمك الأول الانتقام الذي لعبت فيه دور البطولة ، والذي يتحدث عن ذلك الفتى الذي دخل للجيش لكي ينتقم من ذاك الشخص الذي قتل والده ، أنا أحييك فقد أتقنت الدور جيدًا …يااه أنا أتحدث كثيرًا …هل أزعجتك
هيو : لا …بالعكس …لم تزعجني ….بل أنا سعيد لأن الدور قد نال استحسانك


داي هو : ممممم , هل يمكنني أن أسألك ؟

هيو : تفضل


داي هو : كم تبعد مدينة أوساكا عن طوكيو ؟

هيو : ممم حوالي ثلاث ساعات


داي هو : يا إلهي أظن أنني سأتأخر ،؟

هيو : في الحقيقة أنا أيضا ذاهب إلى مدينة أوساكا ، إنه اليوم الأول لي في الخدمة العسكرية


داي هو حقًا ، إنه شيء لا يصدق!!!!!

هيو : لماذا ؟
داي هو : لأنني أنا أيضًا أول يوم لي في الخدمة العسكرية ، إنها صدفة جميلة أليس كذلك ؟؟؟

هيو : أجل ، معك حق ….ممم سأنام قليلًا وإذا ما وصلنا للمحطة ، لا تنسى أن توقظني


داي هو: لا عليك اعتمد علي

 


في مكان ما بمنزل هي يونغ


اقترب العم من المائدة المستديرة ليجلس على الكرسي محدقًا إلى النافذة , وفجأة لفت انتباهه ظرف أبيض مختوم باسم هي يونغ التي تركته له متعمدة ليلة أمس
سحب العم الظرف وفتحته ، ليجد بداخله ورقة ، أخذها وبدأت عينيه تتحرك فوق الكلمات التي احتوتها
مرحبًا عمي ، أعرف أنك تتساءل أين سأكون الآن ، لكن لا تقلق سأكون بخير ، لقد كبرت يا عمي وحان الوقت لكي أبحث عن وظيفة ، ثم أعرف أنك توظفت ولا يمكنك أن تتصور مقدار فرحتي.. لكن يا عمي علي أنا الأخرى أن أبحث عن عمل ، خصوصًا بعدما تخرجت من الثانوية العامة ، لن أتأخر عليكم سأعود قريبًا وحتى ذلك الوقت أريدك أن تعتني بجدي جيدًا ، وأنا أعرف جيدًا أنك لن تقصر في اعتنائك به ، آه ….أرجوك لا تخبره أن المتجر أغلق وأنني لن أعود إلى العمل فيه مجددًا …لأنني لم أستطع إخباره بذلك … قبل أن أختم رسالتي أرجوك يا عمي أن تعتني بنفسك وبِجدي ولا تنسى أزهاري الجميلة …أحبكَ كثيرًا كثيرًا .تحياتي إليك وإلى جدي الغالي
ابنتكم المخلصة هي يونغ


العم : لقد كبرتي حقًا يا عزيزتي …بالأمس ..كنت طفلة صغيرة …لا يشغل بالها أو يكدر صفوها سوى لعبتها …ولا يرضيها ويشعرها بقمة سعادتها سوى حفنة حلوى …وها أنتِ اليوم شابة جميلة تشبه والدتها كثيًرا …


بعد ثلاث ساعات




أعزائنا الركاب المرجو التفضل بالجلوس في مقاعدكم المخصصة فالقطار سيتوجه الآن نحو المحطة التالية كوبه ، شكرًا لحسن استماعكم


أعزائنا الركاب المرجو التفضل بالجلوس في مقاعدكم المخصصة فالقطار سيتوجه الآن نحو المحطة التالية كوبه ، شكرًا لحسن استماعكم
بعد ثلاث ساعات
أعزائنا الركاب المرجو التفضل بالجلوس في مقاعدكم المخصصة فالقطار سيتوجه الآن نحو المحطة التالية كوبه ، شكرًا لحسن استماعكم

أعزائنا الركاب المرجو التفضل بالجلوس في مقاعدكم المخصصة فالقطار سيتوجه الآن نحو المحطة التالية كوبه ، شكرًا لحسن استماعكم

استيقظ هيو على صوت الإعلان

هيو : يا إلهي إنها محطة أوساكا والقطار سينطلق
هيه داي هو ….استيقظ أيها الأحمق….استيقظ …القطار بدأ في الانطلاق ….

داي هو : عمي دعني أنام قليلًا …لم أنم جيدًا … هيا اذهب …ستجد الطعام في الثلاجة

هيو : عن أي عم وأي طعام تتحدث أيها الغبي ، أنا أقول لك القطار سيقلع و أنت تفكر في الطعام ،
استيقظ يا داي هيو

لكن النائم لم يستجب للصوت أبدًا ، فتحرك إلى الجانب المعاكس للصوت وعاد ليغط نوم عميق

هيو : تبًا لك يبدو أنك لم تترك لي أي خيار ، اقترب هيو من أذن داي هو وصرخ

داااااااااااااااااااااي هوو أيها الغبي استيقظ….إنها محطة أوساكا

ما أن سمع داي هو الكلمات حتى توسعت عيناه وقد تلاشى منها النعاس
داي هو : ياااااااااااا لماذا صرخت في أذني ، ألا تحترم النوم ،

هيو : ماذا ….أيها الأحمق كان علي أن أتركك هنا …لكن الآن تأخرنا …سيتوجب علينا الآن أن ننتظر حتى المحطة التالية ومن تم نستقل قطارًا آخر ..

التفت هيو إلى داي هو الذي كان يجمع الحقائب

هيو : ياااااااااا ماذا تفعل أيها الأحمق ؟

داي هو : ألا ترى…… أجمع الحقائب لكي نقفز من القطار

هيو : لا …………مستحيل أن أخاطر بنفسي …..لا أريد أن أموتــ

داي هو : ماذا تقول أيها الغبي لن يقع لك شيء …لم أكن أظن أنك جبان إلى هذا الحد ..أين هي شجاعتك …..هيا الحق بي ولا تخف ، وإلا ستبقى هنا ….

هيو : حـ……حسنا

داي هو : أمسك بيدي ، سأرمي الحقائب أولًا وعندما أعد للثلاثة سنقفز

1…… هوووووب ،

قفز الاثنان بسرعة من القطار….بينما كانت نظرات الناس تحدق إليهما

صوت رجل : هيه أيها الشبان أتريدان الموت ..تبًا لهذا الجيل كم هو متهور ، لا يحترمون أحدًا …ولا يلقون لحياتهم اهتمام

هيو : أيها الغبي لقد قلت لي حتى تعد إلى الثلاثة ولكنك غششت

داي هو : لو انتظرت حتى أعد للثلاثة لما قفزت معي أصلًا….ولكن صِدقا ألم يكن أمرًا ممتعا

هيو : في الحقيقة أجل…انها المرة الأولى التي أخاطر فيها هكذا

داي هو : إذن هيا بنا ….أعتقد بأننا تأخرنا

هيو : تعتقد….بل أنا متأكد مليون في المائة بأننا تأخرنا

بعد ربع ساعة ،

اتجها الاثنان نحو مبنى ضخم ، تأملا بناء فرع الأمن العسكري… كانت الأجواء ساكنة تماما ولم يكن ثمة ما يدعو للقلق ، اقتربا من بوابة المبنى الرئيسية فإذا بشاب يرتدي بزة عسكرية ويتأبط سلاحًا ما….. اقترب منهما قائلًا

الجندي : أهلًا بكما يبدو أنكما متدربين جدد أليس كذلك ؟

أجاب داي هو : أجل

الجندي : لقد تأخرتما كثيرًا ولا أدري ماذا ستكون ردة فعل الرقيب الأول ، المهم فلتتفضلا معي للإدلاء ببيانات و معلومات عنكما

اتجه الثلاثة معًا نحو حجرة واسعة ، وبعد دقائق قليلة خرج الاثنان واتجها نحو ساحة كبيرة فإذا بمئات من الجنود يرتدون البزة العسكرية ويرددون شعارات تحيي الجيش والوطن ، تسللا الاثنان من بين الجنود فإذا بصوت اخترق الشعارات ليقول

الصوت : هيه أنتما توقفا

التفت داي هو إلي هيو وأكملا سيرهما

هيو : أظنه يحدثنا ..ماذا سنفعل

دا ي هو : همممم لا أعتقد ..هيا أسرع …..لنختلط بالجيش

أشار صاحب الصوت إلى الجنود فصمتوا ، وقال

الصوت : أيها الغبيين ….أنتما اللذان تتسللا ….ألا تسمعا

توقف الاثنان ،والتفتا إلى صاحب الصوت فإذا به °شاب طويل القامة ، يبدو على ملامحه الجدية ، يرتدي بزة عسكرية رمادية مزينة بأزرار ذهبية ، وكتفيات بأهداب مذهبة ، تتدلى على مقدمة السترة ، المعلق عليها عدد من الميداليات المتعددة الألوان ، وعدد من الأوسمة °إنه الرقيب الأول هيشول

الرقيب هيشول : لماذا تأخرتما …ألا تعلمان أول قانون في الخدمة العسكرية ….

أشار للجنود لينطقوا صوتا واحد

الجيش يعني النظام والالتزام

الرقيب هيشول : هل سمعتما ، الجيش يعني النظام والالتزام ،

هيو : نحن آسفان أيها الرقيب إنها أول مرة وآخرها ،

همس هيو في أذن داي هو
هيه داي هو عليك أن تعتذر

لكن الأخير كان غارقا في تأمل وجه ذلك الشخص الذي كان قريبا منه…( ياااه إنه شانغ هو ، لم أتوقع أن ألتقيه بهذه السرعة ، ياااه لقد ازداد وسامة مع البزة العسكرية ، إنه الآن على مقربة مني ، وأستطيع أن أراه يوميا , حقًا أنا فتاة محظوظة ههههههه)
وما أكملت هي يونغ كلماتها حتى أحست بوخز في كتفها الأيمن

داي هو : يااااا …أيها

وما كادت أن تكمل كلماتها فإذا بشخص اقترب منها ،

الرقيب هيشول : يبدو أنك لم تسمع تحذير صديقك لك ….كما يبدو أيضا أنك لم تكن تستمع إلى ما أقوول

داي هو : بتوتر أجل….لا …..أقصد…أنني كنت أستمع إلى ما تقول

الرقيب هيشول : وماذا كنت أقول ؟ …هل يمكنك أن تخبرني ؟

داي هو : أأأأأأأأأأأأأأأ…كنت تتحدث عن……عن…الحرب …لا أقصد …. الأسلحة والبنادق ….ربما كنت تتحدث عن الطعام الذي سيقدموه لنا صحيح ؟

تعالت الضحكات بين الجنود ، لكن سرعان ما صمت الكل ، بعد أن لاحظوا تغير ملامح الرقيب إلى الغضب
الرقيب هيشول : يبدو أنك حقا لم تكن تستمع إلى حديثي ، حسنًا.. أنت معاقب …لن تأكل الطعام لمدة يوم كامل ،كما أنك ستبيت الليلة في الخارج ، وهذا أبسط عقاب لكَ لكي تستمع لما أقول في المرة المقبلة ،

ثم التفت إلى الجنود
أي شخص سيحاول مساعدة هذا الغبي سيكون مصيره مثله ، هل هذا مفهوم

الجنود :نعم سيدي::

ياترى ماذا سيحصل لهي يونغ بعدما انضمت للجيش ؟

هل ستخبر شانغ هو بمشاعرها اتجاهه ، بعد أن التقت به أخيرًا ؟

هل سيكتشفووون حقيقة كونها فتاة ؟

أحداااث كثيرة ستتتقع في البارتات القااادمة

أرجو أن تكون الحلقة قد نالت إعجاااااااابكم


في منزل صغير قابع في أحد الحياء الشعبية بمدينة طوكيو في اليابان ،
دخلت هي يونغ بعدما طرقت الباب ولم يجبها أحد ، نظرت حولها ، كانت الغرفة قديمة ذات أعمدة سوداء عريضة تمتد تحت سقفها ، وقد فرشت بأثاث من النوع القديم الذي يلائمها ، لقد كان هذا المنزل هو الشيء الوحيد الذي ورثته عن والديها ، جاءت نظرة استحسان في عيني هي يونغ بعدما رأت جدها العجوز °وهو رجل ضئيل الجسم في عقده السادس ، عركته الحياة وخط الشيب رأسه الذي مازال يحمله فوق أكتافه الهزيلتين ،° نظرت إليه , يجلس منتصبا الجذع فوق كرسي أكل عليه الدهر وشرب ، غارقا في نومه وصوت شخيره يشبه صوت مضخة سحب الماء في القرى النائية ، اقتربت من جدها وحاولت أن توقظه ،
هي يونغ :جدي ، استيقظ إنها الثانية ظهرًا
فتح الجد عينيه بتثاقل ، وألقى نظرة حوله ، فإذا بها حفيدته
أطلق الجد تلك النحنحة الجافة التي يبدأ بها كلامه دوما ثم قال :
أهلًا بحفيدتي الجميلة ، نظر إلى ساعة كبيرة كانت تتوسط الغرفة أووه لقد أتيتِ اليوم مبكرًا ...
لم تستطع هي يونغ أن تخبر جدها أنها لن تعود إلى العمل في المتجر مجددا ، فردت
بابتسامة حاولت أن تخفي معها قلقها
آه مديرة المتجر ستسافر ولذلك توجب عليها غلق المتجر لبضعة أيام ،
الجد :مممم لا بأس اعتبريها بمثابة أيام راحة لكِ ، فأنتِ تجهدين نفسك في العمل كثيرا يا بنيتي
كانتـ ملامح الحزن بادية على وجه هي يونغ ، التي أمالت برأسها محاولة إخفاء ملامحها …

نحو مائدة مستديرة تعلوها مزهرية زجاجية تحتوي على أزهار ذابلة ، سرقت ألوانها ،

وجف عطرها فتلاشت كل ملامح الحياة من على أوراقها ، حدقت إلى تلك الأزهار للحظة ثم قالت :
يبدو أن عمي نسيَ أن يروي الأزهار، لقد أخبرته أن يعتني بها في غيابي …
ساد الصمت المكان لفترة قطعه صوت هي يونغ التي التفتت لتجد جدها غارقا من النوم مجددا ،
جدي ، هل نمتـ مجددًا ،
انتظرت إجابته لكن لم تلقى أي إجابة ،فأكملت
حسنًا سأذهب لأغير ملابسي ، وأعد لنا شيئا نأكله
بعد ساعة ونصف
كانت هي يونغ غارقة في تجهيز مائدة الطعام الذي تكون من حساء الدجاج مع الأرز ، وطبق الكيمباب ،قاطعها صوت الطرق على باب المنزل ،
فأسرعت وسحبت الباب فانفتح ليبدوا أمامها °رجل في عقدة الثالث متوسط الطول ، أبيض البشرة ينحو قليلا نحو النحافة ، شعره بني غامق تتناثر بضع خصلات منه على عينين بدتا سوداويتي اللون ، يرتدي قميصا مزركشا وبنطال أزرق من نوع الجينز°
مرحبًا عمي ، يبدو على ملامحك التعب ، هيا تفضل بالدخول
دخل إلى المنزل ليلقي بجسده المتعب على الأريكة ، وبعد أن شرب رشفة ماء عاد ليعتدل في جلسته
-هي يونغ عزيزتي ، لدي خبر سيفرحك
بدت عيني هي يونغ المتلألأتان تتطلعان لمعرفة الخبر
-ما هو يا عمي ، أخبرني أرجوك
العم : احزري ما الأمر
هي يونغ : مممم لا أدري أرجوك أخبرني عمي لقد حمستني لسماعه
العم : حسنًا ، لقد عثرت على وظيفة ،
هي يونغ :أحقا مبارك لكِ يا عمي أنا سعيدة جدًا من أجلك
ارتسمت ابتسامة فرح على ملامح هي يونغ التي جلست ترقص في الغرفة كالمجنونة ، ولكن

فجأة توقفت ثم بدت غارقة في تفكير عميق مما لفت العم إليها
هي يونغ ، ما بكِ ، ولما تغيرت ملامحك فجأة … هل حصل لكِ شيء في المتجر؟
نظرت هي يونغ إلى عمها بنظرات أتعبها اليأس لتبدو كتلك الزهرات الذابلة التي جفت أوراقها ،

ثم عادت لتغوص في التفكير من جديد
هي يونغ لم تجيبني ، هل هناك شيء تحاولين إخفاؤه عني ، ما الأمر ؟
-لا شيء عمي ، لا شيء
-وكأنني لا أعرفكـ جيدًا ، ملامحكـ تظهِر لي أنك تخفين عني أمرًا ، بالله عليكِ أخبريني ماالأمر
تغيرت ملامح هي يونغ إلى الجدية ، لتقولـ
حسنًا يا عمي يبدو أنه لا مفر لي ، سوى أن أخبرك بالحقيقة ،

سحبت هي يونغ يد عمها ، واتجها الاثنان إلى المطبخ
إذا أخبريني ، ما الأمر الذي تخفيه ؟
مممم ، في الحقيقة ، لا أدري من أين سأبدأ لكن سأخبرك بالمختصر المفيد ، لقد توفي صاحب المتجر الذي أعمل فيه ، ولذلك أغلقت المديرة المتجر، ولا يمكنني العودة إليه ، أنا …أأنا حقًا آسففة ، ولكن ،،، سـَ
قاطعها عمها قائلا
عزيزتي هي يونغ ما كل هذا القلق ، ثم لم تحملين نفسكِ المسؤولية ، لقد أغلق المتجر وكفى ، هل ستكون نهاية العالم ،
ارتسمت نظرة استحسان في عيني هي يونغ لكنها سرعان ما تلاشت لتتحول إلى قلق مجددًا
ولكن عمي ، إنه الدخل الوحيد الذي يعيلنا
وهل نسيتِ لقد عثرت على وظيفة وسأعمل جاهدًا لكي لا ينقصك أي شيء أنتِ وأبي ، ثم غدًا سيكون آخر أيام المدرسة ، ثم ستتخرجين ، عليكِ ألا تشغلي بالكِ بهذا الأمر
وترتاحي

أعادت كلمات العم شيئًا من الأمل إلى قلبِ هي يونغ ، بعد أن اعتقدت أنها فقدته

في المساء
دقت الساعة الحائطية الكبيرة ليملأ صوت دقاتها أرجاء البيت ، معلنا عنِ الساعة العاشرة ليلًا ، في تلك الأثناء ، كانت هي يونغ قد انتهت من تغيير ملابسها ، وحينما أرادت أن تزيل السوار لتضعه بجانبها ،انتبهت على أن السوار لا يوجد في يدها ، حاولت أن تبحث في الغرفة لكنها لم تجد أي شيء ،
ياإلهي ماذا سأفعل، إنه الهدية الوحيدة التي استلمتها من أمي قبل وفاتها ، علي أن أجده ، لابد أنه وقع مني عندما كنت أغير ملابسي ،… لا…. أظننني أضعته في المطبخ …عندما كنت أجهز الغذاء ،. حسنًا سأذهب للمطبخ قد أجده هناك ،

تسللت هي يونغ إلى المطبخ بخطوات حذرة خوفا من أن توقظ جدها وعمها اللذان كانا غارقان في أحلامهما ، توجهت إلى الطبخ ، بحثت هنا وهناك علها تجد السوار ، لكن دون جدوى السوار اختفى ،
لا …لا يـمكن ،
وبعد فترة ،
-أظن أني لن أجده هنا سأذهب لأنام وغدًا سأبحث عنه

ثم توجهت إلى سريرها ، أغمضت عينيها لتستسلم إلى أحلامها ، لكن يبدو أن النوم لم يسعفها ، فاختفاء السوار لم يغادر مخيلتها ، ظلت تتذكر أحداث اليوم علها تعرف أين اختفى السوار وفجأة تذكرت حادثة اصطدامها مع شانغ هو ،
يا إلهي كم كنت غبية ، لم يكن علي أن أجري دون أن أعتذر منه ، يبدو أنه سيعتقد أنني فتاة مجنونة ، يا لكِ من غبية يا هي يونغ ، ولكن لحظة ، لحظة ،
قفزتـ هي يونغ من سريرها وقد ارتسمت على ملامحها تقاسيم القلق ،
أظن ….أظن أنني أضعتـ السوار عندما اصطدمت ب شانغ هو ، لا ….لا يا لي من فتاة مهملة ، لقد أضعتـ أعز هدية لي من أغلى إنسانة في الوجود ….
في الصباح
أجل، هنا اصطدمت بشانغ هو ، لا بد أن يكون هنا ،
كانت هي يونغ تبحث كالمجنونة ، عن ذلك السوار الذي اختفى بين ليلة وضحاها ، ولكن دون جدوى ، وقفت هي يونغ تحدق إلى الأرض بشرود كبير، لكن قطع سيل أفكارها صوت نسائي
هي يونغ ما الذي تفعلينه هنا ،
هي يونغ :يا أأأأأأأمي ، شين هو … لقد أفزعتني أيتها الغبية ، ألا يمكنكِ أن تصدري أصوات عند قدومك
شين هو: ما يكِ هل رأيت شبحًا ثم أنا الغبية ، أنتي التي خرساء ، لقد ناديت عليكِ كثيرا لكنكِ لم تجيبيني ،يبدو أنكِ كنتِ في عالم آخر ، على كلـ ماذا تفعلين هنا
هي يونغ :أأأ لا شيء ، لقد أضعت شيئا ، وكنت أبحث عنه
شين هو :ممم وما هو ذلك الشيء
هي يونغ : يا لكِ من فضولية ، إنه شيء يخصني
شين هو : هيا هي يونغ أخبريني ما هو ، تعرفين أنني لن أبتعد عنكِ حتى تخبريني ما هو
هي يونغ : حسنًا ، إنه السوار الذي أهدتني إياه أمي
شين هو : حقًا ، وأين هو ؟
هي يونغ : هل أنتِ غبية أم ماذا ، كيف أعرف أين وقد أضعته
شين هو : آآآه معكِ حق ،ماذا ستفعلين الآن
هي يونغ : لقد بحثت عنه ،لكن دون جدوى ، يبدو أن أحدًا ما قد وجده ،
شين هو : مممم، أنا آسفة هي يونغ
هي يونغ : لا عليكِ ، هيا فلنذهب سنتأخر عن حفل التخرج
كان حفل التخرج بسيطا تتوزع فيه أنخاب الابتسامات والدموع والموسيقى الهادئة ، ألقيت الكلمات والقصائد ، تحدث الأساتذة بفرح وأسى وألقى وعبر كل طالب عن مشاعر اللحظة بالطريقة التي يراها مناسبة ، وبعد انتهاء الحفل توجهت هي يونغ وصديقتها إلى حديقة الثانوية حيث كانا يجلسان دائمًا ، وبعد لحظات
هي يونغ ، أريد أن أخبرك أمرًا ، ولكن أريد منكِ أن تكوني هادئة ، حسنا
هي يونغ : يا إلهي خبر آخر ، ترى هل سيصدمني هو الآخر ، ؟
شين هو :ماذا كنت تتمتمين
هي يونغ : لا شيء ، لا شيء ، ما الأمر
شين هو : ممممم هي مجرد سنتين ، ستمضي بلمح البصر ، فلا تقلقلي
هي يونغ : شين هو عن ماذا تتحدثين لم أفهم شيئا
شين هو : مممم في الحقيقة أخي سيلتحق بالخدمة العسكرية بعد يومين
هي يونغ : ماذا …ماذا شانغ هو سيلتحق بالجيش ، غير معقول
شين هو :ما بكِ لماذا قفزتي كمن صعقها البرق ،
هي يونغ :شين هو ، أرجوكِ أخبريني أنكِ تكذبين علي ، لا يمكنني أن أتصور أنني أستطيع انتظاره سنتين
شين هو : أنا آسفة عزيزتي ولكنها الحقيقة ،
ساد الصمت لحظات قبل أن يقطعه صوت نسائي قادم من ناحية بابِ الثانوية
هي يونغ ، شين هو وقفت لتلتقط أنفاسها ، إحزرا أمرًا ، يونا تنكرت بزي أخوها لتلتحق بفريق كرة القدم ، ههه هل تصدقونـ

لكن المسكينة اكتشف أمرها وعاقبها والديها هههه،
شين هو : أيقووو إنها فتاة مجنونة
-حسنًا سأذهب ، يجب أن أخبر باقي الفتيات ،أراكما لاحقًا
شين هو : إلى اللقاء يو هيشي
تلكَ الفتاة ،لطالما كانت تعشق كرة القدم ، لكن لم أتصور الأمر سيصل إلى هذه الدرجة لتتنكر وكأنها فتى ، أليس كذلك هي يونغ
التفت شين هو إلى هي يونغ التي أطلقت ضحكة هستيرية
شين هو : يا …لماذا تضحكين ، هل جُنِنتي
هي يونغ : أخربيني شين هو ، كيف سأبدو بالشعر القصير
شين هو : ماذا .. تقصدين بالشعر القصير ….يا لا تقولي لي أنـــــكِ
هي يونغ : أجل سأدخل إلى الخدمة العسكرية ، إنها فرصة لن أضيعها ، لقد كان حلمي أن أحمل بندقية ، والآن سألتقي بشانغ هو هناك
من يدري ، قد أستطيع أن أفصح له عن مشاعري
شين هو بصراخ : يااااااااااااا هل ستتنكرين كفــــ
أسرعت هي يونغ ووضعت يدها على فم شين هو
هي يونغ : ششششش ، ستفضحينني أيتها الحمقاء
شين هو : لا أدري من الأحمق أنا أم أنتِ ، هل تدركين خطورة الموقف ، ثم من أين ستحصلين على الأوراق التي ستتقدمين بها إلى الجيش
هي يونغ :وهل نسيتي أمر داي هو ، انه يشبهني ، ويكبرني بسنة ، أظنهم لن يكتشفوا أمري ، ان تنكرت مثله
شين هو : من؟ ابن خالك مممم صحيح أنه يشبهك قليلا ، ولكن هل سيوافق ، لا أعتقد

غابت شمس ذلك اليوم لتفسح المجال لعباءة الظلام التي تمتد لتكسو السماء بلون أسود ،

كان يقف تحت جنح الظلام ثابتا كالجبل لا تهزه رياح .. جامد بملامح جليدية أقسى من الحجر …

كان يبدو على ملامحه الارتياح … أشاح بنظره إلى حائط ملطخ بالدماء ، أُسند عليه رجل عجوز

فارق الحياة ، وبجانبه رجل في عقده الرابع تفجرت الدماء من أنفه … لقد كان يرتجف خوفًا من أن

يكون مصيره الموت كخادمه العجوز,, تمتم الرجل بكلمات متقطعه

أرجوك ..أانا ..ظننت أنكَ إذا دخلت..إلى.. الجيش…ستتعلم الالتزام …

ها ها ها هل كنت تظن أنني لم أكن أعلم أنك السبب في وفاة والدي ..أحمق ..لقد كنت أعلم

أنك الذي قتلت والدي منذ البداية لذلك وافقت على أن أدخل الخدمة العسكرية لأتعلم استخدام

البندقية ..وأنتقم…يبدو أن تلك الخدمة العسكرية أفادتني كثيرًا

أرررجوك لا تقتلني …أنا ..أرجوك ..زوجتي ستلد اليوم وأريد أن أرى طفلي …أنا ..أرجوك

فات الأوان

أخرج ذلك الشاب مسدسه الكاتم بكل رفق وأخذ يتأمله ويمرر عليه يده بكل حنو ورفق ، ثم

ضغط على الزناد فانطلقت منه الرصاصة دون أن تحدث أي ضجيج واستقرت في قلب الرجل الذي

أطلق صرخة قوية اهتزت لها الغابة التي كانت أشجارها الكثيفة تخلو من الطيور وأعشاشها ، إذ

تشعرك بالعزلة الكئيبة إذا ما دخلتها

عاد الهدوء إلى الغابة لكن فجأة قاطعه صوت نسائي

هي يونغ هل تشاهدين أفلام الرعب مجددًا

التفت هي يونغ التي كانت غارقة في مشاهدة التلفاز بينما تحمل في كفها الأيمن جهاز

التحكم عن بعد ، إلى مصدر الصوت ، فاستقرت عيناها على فتاة في العشرينيات من عمرها

ذات شعر كثيف أسود وعينين خضراوين نصف مغمضتين ثم قالت بنبرة ارتياب

هي يونغ: أنا آسفة آنسة أي سوك ..لقد انتهيت من عملي وأردت أن أكمل هذا الفيلم

ابتسمت الآنسة أي سوك بلطف ثم قالت :

مممم حسنًا , لكن كثرة مشاهدتك لهذه الأفلام ستصلب مشاعرك …المهم أريدكِ في أمر

ضروري ..فلترافقيني إلى المكتب

هي يونغ: حسنا
بقيت الآنسة أي سوك ساكتة للحظات ، ثم تنهدت أخيرًا ، وقالت :

هي يونغ أريد أن أخبرك بشيء ولا أدري إن كنتِ ستتفهمين الأمر أم لا

شعرت هي يونغ بنوع من الغرابة ،إنها المرة الأولى التي تتحدث فيها الآنسة أي سوك بهذه

الجدية ، أومأت هي يونغ برأسها ، متمنية أن يكون الأمر خيرا ،ثم قالت

هي يونغ : لا عليك سيدتي أخبريني بالأمر ، وسأحاول أن أتفهمه

أي سوك : مممم في الحقيقة لقد توفي صاحب المتجر ، وطلب مني أولاده أن أعطيهم مفاتيح
المتجر ….. ولذا سيتوجب علي غلقه …..أنا آسفة هي يونغ

لقد كان وقع الخبر كبيرا على هي يونغ فالدخل الذي تجنيه من هذا المتجر هو الذي تعيل به جدها

وعمها الحاصل على شهادة الإجازة لكن لم يحالفه الحظ ليحصل على وظيفة يعيل بها الأسرة

مما جعل هي يونغ الفتاة ذات السابعة عشر ربيعا تعمل لتعيل عائلتها ودراستها…

حاولت هي يونغ أن تخفي حزنها بابتسامة طفيفة ، ولكنها فشلت في إخفاء مشاعرها ،

فقد لاحظت الآنسة أي سوك التغير الذي طرأ على وجه هي يونغ إثر سماعها الخبر ،

هي يونغ : هيه لا عليك أي سوك ،سأبحث عن وظيفة جديدة ….. سأشتاق إليكِ كثيرًا…. كما سأشتاق لكل زبنائنا

ابتسمت الآنسة أي سوك بشيء من خيبة أمل ثم قالت:

وأنا أيضا سأشتاق إليك .. سأبحث أنا الأخرى عن وظيفة جديدة ….من يدري قد نلتقي مجددا في عمل آخر

أي سوك : هههه أجل وهذه المرة سأكون أنا مديرتك…أليس كذلك؟


ضحك الاثنتان , وودعت هي يونغ مديرتنا واتجهت نحو بيتها ،

في طريقها مرت على متجر صغير اشترت منه بعض الحاجيات ،

لتجهز الغذاء لجدها وعمها ،ثم واصلت سيرها

كان ذهنها مشوشا ، همها الوحيد هو كيف سيكون وقع الخبر على جدها وعمها ، ترى هل تخبرهم بالحقيقة ؟

أم تترك الأمر وتتصرف كأن شيء لم يكن ، وبينما كانت هي يونغ غارقة في تفكيرها ،

اقتربت من مفترق طرق أحد الزقاقين فاصطدمت بشخص ما حتى سقطت على الأرض ،

لقد كان شكلهما مضحكا وهما ملقيان على الأرض وأكياس الخضار تتطاير في الهواء ،

كادت هي يونغ أن تطلق صرخة غضب في وجه الذي اصطدمت به لكنها اضطربت ،و تلعثمت

وبالكاد صمدت عندما رأت وجه ذلك الشخص ،

°شاب وسيم المظهر ، متوسط الطول ، تميزه ابتسامة تضيق بها عينيه ، وشعر بني مائل للشقرة ، °

ماذا ستفعل الآن ، إنه شانغ هو الفتى الذي لطالما أحبته

لقد كانت تتعقبه منذ سنتين… تركض في ممرات المدرسة باحثه عنه ، تلحق به حتى تطمئن عنه من بعيد يدخل منزله

كانت تعرف عليه كل صغيرة وكبيرة ومع ذلك لم تستطع أن تخبره عن حقيقة مشاعرها البريئة نحوه ،

الآن هو أمامها فماذا ستفعل ،

أخذت دقات قلب هي يونغ تتضارب ، حاولت أن تمتلك نفسها ، أخذت نفسا عميقا ثم انحنت

والتقطت أكياس الخضر و التفتت تجري مسرعة كأنها رأت شبحًا أمام عينها حتى أنها لم تتأسف إليه

، استغرب شانغ هو من تصرف تلك الفتاة التي كانت تحدق إليه طويلا ثم همت بالجري دون أن تعتذر له ،

أراد شانغ هو أن يكمل سيره لكن لفت انتباهه شيء يلمع ملقى على الأرض انحنى ليلتقطه فإذا بهِ

سوار أبيض مزين بنقوش متباعدة بمسافات منتظمة ،حفر عليه اسم هي يونغ

أخذ شانغ هو السوار بين يديه وبدأ يتأمله ، ثم تذكر الفتاة التي صدمته لابد أن يكون ملكها ،

حاول شانغ هو اللحاق بالفتاة لكن دون جدوى لقد اختفت ..

 

في ليلة انشطر فيها القمر وتبعثر أشلاءً في وسط السماء لينزف الضوء
تلألأت حواف الأشجار معانقة الضوء على ساحة الأرض

في ذلك الطريق كانت تسير تلك الفتاة اليافعة °ذات الشعر الأسود اللامع
الذي انسدل على عينين سوداويتين تنسابان
برقة كسفينة تتهادى بأمواج بحر هادئ
مرتدية قميصا قطنيا طويل وذو لون بنفسجي
وتنورة سوداء تصل لركبتيها ،°
بدا الإرهاق واضحا على ذلك الوجه الأبيض الذي بدا شاحبا بملامح متعبة توقفت لبرهة …
لملمت عظامها في قميصها …نظرت إلى السماء ،
تنهدت بعمق فانسابت دمعة مالحة من جفونها صاحبتها ابتسامة خافته
ثم تمتمت بكلمات ( لطالما تساءلت كثيرًا عن حدة الظروف التي تؤثر في الآخرين فتغيرهم ،
هل سأتغير يومًا لأجل ظروف قد تحل بي …..
يا ترى كيف سيكون وضعي ؟
هَه لم أكن أعلم أنه سيأتي ذلك اليوم الذي سيغير مسار حياتي )
عادت بنظرتها من السماء إلى الأرض فارتطمت بوجه غريب..
كادت أن تطلق صيحة غضب في وجه الذي صدمها ،
لكن لحظة هذا الوجه ليس غريبا عنها ، أجل إنه هو ذلك الشخص…
لقد مضت ثلاث سنوات منذ آخر لقاء ؟



إسم الرواية مشاعر كسرت قيود الغرور
عدد الحلقات لم يحدد بعد
نوعها دراما ، رومانسي ، كوميديا ، أكشن ، تشويق
طريقة السرد ; وصف وسرد الشخصيات بالفصحى
مكان الرواية : تعرض في منتدى طوكيو
طابع الرواية
مممم روايتي ستكون من نوع مختلف لأنها تشبه نوعا ما طريقة الدراما الكورية

فالشخصيات ستكون كورية، ومن ناحية أخرى الأنمي ،

أما مكان الأحداث ففي اليابان
إذا حاولت أن أخلط بين كوريا واليابان والأنمي في رواية واحدة
لكي ترضي كل الأذواق وهذه تجربة جديدة علي لذلك أتمنى أن أتوفق فيها
<span style=”color: